لن نختلف حول اختلافه؛ فهو متميِّز إن حكى، وهو قاسٍ إن صمت، وسيرتُه هي تأريخ الصحافة والكتابة المسكونة بالرماديّة، المسكوت عن كثير من تفاصيلها السريّة ومساراتها القسريّة.
عبد الله مناع رقم مهم في عالم الكلمة، وبوحُه سجل لمرحلة تأسيسية وانتقالية في المسيرة الإعلامية، ومجلتا (اقرأ والإعلام) شاهدان على نبضٍ يعي المتغيِّرات دون أن يخضع للإملاءات، وسيرة الشاب القادم من عالم الحارة الصغيرة والناس الطيبين إلى دنيا مليئة بالمطبات والالتواءات والسقوط الموصل إلى العلو، والارتفاع المؤذن بالتداعيات والادعاءات.
يكفينا أن يتحدث عبد الله مناع رغم حذره في كتابه (بعض الأيام بعض الليالي: أطراف من قصة حياته) لنقرأ بين السطور وفوقها وتحتها ونجد معالم مرحلة وملامح أجيال، ويبقى السؤال: متى يقول (دكتورنا المشاغب) كل الكلام عن كل الأيام؟