أنا من صبح القرية...
في الوهج القادم عرسا وسنابل..
لا أحد يعرف صبح القرية
ألق الطل على ناصية الرمل..
ثغاء الشاء المتعرج في رائحة الهمة البن..
وبخور الجاوي..
وعصا الراعي ينبض مقبضها
وتئن..
ومسحاة ومناجل...
أنا من تلك الصخرة..
تكلح للشمس..
وللمطر القاسي.. القاسي..
من جرح دروب
أدمتها..
قدم الفلاح الصابر..
من تعب الناس..
في هذا العصر..
أغالب كل مروءات الجيل الحائز..
أتحدر من آبائي
شيما.. ومآثر
أتمثل نهج أباة الأمة..
أتجرد من أهواء الجبل الفحل..
يغازل نجمه..
لكن الغربة تجذبني..
من ناصيتي.. تجذبني وتتمتم..
تخدش وجهي المتجهم..
وجهي المغبر.. إلى العتمة..
فأنا ابن القرية..
والقرية همٌ يشنق جفن الهمة
ياندمي...!