عرفته شيخا وقورا، تتهلل من بين جنبات تضلعات وجهه أسارير البسمة والسرور، والألفة والمحبة، لا تشعر وأنت ساكن بحضرته بأي نوع من أشكال الرهبة، أو الخوف، يلفحك بشكل مدهش بعظمة تواضعه الجم، وأسلوب حديثه الرقراق، المكتنز بألفاظ الوجاهة والنعيم، لتشعر معه وكأنك مستكين أمام حضرة أولئك الكبار من علماء ومفكري عصر النهضة والتنوير العربي في ربوع وادي النيل وبلاد الشام، لم يستنكف من أن يأخذ معلومة
...>>>...
(ماجدوى أن تملك بيتا إذا كنت لا تملك كوكبا معقولا تضع بيتك فوقه)
هنري دافيد ثورو
بصوت مبحوح مسكون بحزن سرّي تهمس:
أيها المار على هذا الحرف: أرجو المعذرة فكل الأشياء امتزجت وتشوهت...
كانت حياتها مجموعة من أشياء صغيرة.. صغيرة جدا..
عاشت طفولتها ببراءة متناهية تترصدها الأسئلة، بيد أن الفراغ يفرش طريقها، وحين شبّت صارت تسمع نواح الألم في صدرها والذي يشبه نواحي الريح في زقاق بيتها القديم
...>>>...