عندما يقول رئيس نادي الشرقية الأدبي على الملأ وأمام الصحافة دون خجل: دور المرأة سيفعل بشكل جدي من خلال النادي وذلك حسب اهتماماتها وميولها.. ثم تتراكض النساء لتنضم تحت لوائه في لجنة قصية سطر عنوانها وأعمالها وتخصصها رئيس النادي بمقولته تلك وأعماله التالية لذلك.. فهنا لن نلوم النادي ولا رئيسه، بل نلوم من انضممن للجنة تحت هذا العنوان المهين لكل أديبة وكاتبة..
فالأديبة السعودية باهتمامها الأساسي بالأدب والفكر كالرجل تماماً لم تنبت من فراغ، فهي حفرت الصخر بأظافرها وتعلقت بخيوط القمر ونسجت من أشعة الشمس سلماً لتصعد عليه.. وقد اتضح للجميع مقدار ما وصلت إليه المرأة السعودية من ثقافة وطموح وإنتاجها الذي يقف بصلابة وشموخ أمام إنتاج أخيها الرجل ليثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأنها لا تقل عنه إبداعا ومهارة وأنها ليست مثقفة من الدرجة الثانية كما هو مشاع.. وان المرأة قد خطت خطوات واسعة في ظل تشجيع بلادنا الحبيبة وسياستها الحكيمة في إفساح المجال أمامها للإبداع..
(رغم أن رأيي الشخصي في خلاف نادي الرياض الأدبي انه اختلاف بسيط حيث إن الخلاف على الطعام هو أمر هين إلى جانب خلافات الهوية والسلطة الذكورية والإقصاء.. وأعتقد أنه من الطبيعي أن يكون عشاء الرجال فاخراً لأن الضيف المحتفى به هو رجل وليس امرأة)..
لكن في ظل هذه الصراعات المتزايدة بين بعض رؤساء الأندية الأدبية ونسائها القابعات في الصف الخلفي للجنة نسائية مجهولة المصدر والانتماء وغير محددة المهمة والهوية إلا من خلال مقولة رئيس نادي الشرقية والذي يتفق معه آخرون ربما بأن المرأة لها اهتماماتها الخاصة وميولها وهي معروفة بالطبع (الطبخ والخياطة والحمل وغيرها .......)
أرى أن يكون لوزارة الثقافة والإعلام كلمتها الفصل في هذا الأمر.. أولاً بغربلة المسئولين عن الأندية الأدبية بحيث لا يبقى إلا الأصلح والأفهم والأقدر عبر انتخابات حرة مسئولة.. ثانياً وثالثاً وأخيراً وكما عبرت في مقال سابق أن تدخل الأديبة الأندية من أبوابها كعضوة أساسية في كل لجنة كالرجل تماماً أيضا المشاركة في اتخاذ القرار عبر العضوية في مجالس إدارة الأندية.. فالأدب جنس واحد لا يتجزأ ولا ينقسم وليس قابلاً لتحوير الجنس، فالأديب هو أديب بغض النظر عن جنسه رجلاً كان أم امرأة..
أيضاً التخصص مطلوب، فالأدباء بحاجة ماسة لاحتضان نشاطاتهم وتعزيز انطلاقتهم وإبداعاتهم وكلمة النادي الثقافي هي كلمة فضفاضة دعت بعض السلاطنة القائمين على النوادي الأدبية إلى ادراج كل شيء تحت هذه المسمى فأضحى النادي مرتعاً لكل شيء عدا الأدب الذي لملم كرامته ورحل!!.. فاحتضن النادي غير الأدبي التعليم والصحة والأمور العسكرية والأمنية ولا يخلو من العزف والطرب والسينما وقليل من المحاضرات الفكرية وحقوق الإنسان والهندسة وعلم الوراثة فغادر الأدباء النادي وبقي الآخرون.. لكن أين يذهب الأدباء (رجالاً ونساء) وقد أغلقت أبواب النادي دونهم وسكنه الجميع..
لفتة إنسانية من وزارة الثقافة والإعلام لضحايا الإرهاب الأدبي وإصلاح الأمور قبل أن ينفرط العقد وقد أوشك أن ينفرط؟!
الخبر