الثقافية - نايف البقمي:
ما هو السبب الرئيسي وراء استقالتك من رئاسة جمعية الثقافة والفنون بالطائف؟
- سبب استقالتي ليس خلافاً مع جمعية الثقافة والفنون بل أتى قراري بعد أن قضيت سنتين في رئاسة الجمعية وجدت انه لا يوجد ما استطيع أن أضيفه أو أقدمه كجديد للجمعية ومن هنا أردت أن يتولى شؤون الجمعية شخص آخر يقدم كل ما لديه من أفكار وجهد ليضيف ما هو جديد من أعمال وخطط لترقى بها الجمعية.
هل تتوافق المكافأة التي يتقاضاها رؤساء فروع جمعيات الثقافة والفنون مع الجهد المبذول من قبلهم في رئاسة الفرع؟
- كل من يعمل بالجمعيات مكافآتهم قليلة جداً فمكافأة رئيس الفرع هي ألف وثمانمائة ريال، والمقررون في اللجان ألف ومائتا ريال، والأعضاء يتقاضون ألف ريال في كل لجنة، وهذه المبالغ زهيدة وتافهة جدا ولا تتناسب مع الجهد الذي يبذل، والجمعية في اعتقادي أن العمل بها دائم ومستمر ويحتاج إلى كم كبير جداً من العمل والتفكير إضافة إلى ما تمر به من مشاحنات ومصادمات مع بعض الأشخاص وبعض الجهات لأنها بكل بساطة جهاز إنتاجي والجهاز الإنتاجي لابد أن يكون به الكثير من الاحتكاكات، ولو قورنت الجمعية بالأندية الأدبية سنجد أن هناك فرقا كبيرا جداً ومن المفترض أن تنعكس الآية.
هل هناك تفاوت بين فروع جمعيات الثقافة والفنون في الميزانية المخصصة من قبل المركز الرئيسي؟
- لا اعتقد أن هناك تفاوتا كبيرا ولكنه بسيط جداً ولا يكاد يذكر باستثناء المركز الرئيس بالرياض فهناك حديث يدور بأن الميزانية لديهم تتجاوز بكثير الفروع. أما بالنسبة للفروع الصغيرة فميزانياتها قد تكون أقل من الفروع الكبرى نظراً لحداثة تأسيسها وقلة إنتاجها.
* تجربتكم في ورشة العمل المسرحي بالطائف هل أنصفت محلياً؟
- بكل صدق لم نجد الإنصاف محلياً ولن ننصف وهذه حقيقة أدركها جيداً، وذلك بسبب عدم وعي الجميع بأهمية الورشة وما تقدمه، فشكسبير مثلاً في وقته لم يقدر أحد ما قدمه وما كتبه ولكنه الآن محض اهتمام الجميع بعد سنوات من رحيله، فالورشة بعضهم لا يدرك أهميتها مع أنها قدمت الكثير وبعض الآخر قد يكون مدركا ولكنه يتجاهل التاريخ ويتجاهل اللحظة الراهنة وفي النهاية لكل شخص محب وكاره.
يُعيب بعضهم على الورشة عدم تصدير تجربتها للفرق الأخرى، كما يستغربون عدم وجود دماء جديدة في الورشة يتم استقطابهم في كل عام. ما رأيك في ذلك؟
- عزيزي نحن لسنا ثورة حتى نصدر تجربتنا، نحن فرقة مسرحية انتهجت لها خطا فكريا معينا تعمل عليه وقدمت تجارب عديدة، ومن يريد أن يستزيد من تجارب الورشة فأعتقد أن عليه التواصل معنا، فنحن قدمنا عروضا في جميع أنحاء مدن المملكة وأقمنا ورشا مع الآخرين وهذا دليل على تواصلنا معهم ومحاولتنا التعرف على جوانب أخرى قد تفيدنا، أما قضية الانغلاق فهي كذبة اختلقها بعضهم وصدقوها. أما بالنسبة للدماء الجديدة فما هو موجود في الورشة حالياً عكس ما ذكرته في سؤالك تماماً وخير دليل عملنا الأخير(ابن زريق ليمتد) يوجد به أربعة من الشباب الجدد، وأتمنى أن يتولوا العناصر الشابة مسؤولية الورشة وهذا سوف يأتي مع الوقت.
كيف تقيم مستوى الحركة المسرحية في المملكة حالياً؟ وماذا ينقص مسرحنا السعودي؟
- الحركة المسرحية لدينا متطورة جداً مقارنةً بالآخرين باستثناء تونس وسوريا،فنحن متوازون معها. فمستوى وقيمة العروض لدينا مقارنةً بعدد الفرق السعودية تتوازى مع دول عريقة لها باع في المسرح مثل سوريا وتونس، وبالتالي أرى أن المسرح السعودي مسرح راق جداً مقارنةً بالظروف المحيطة بنا وهو مع الأسف قائم على مجهودات فردية تقودها أسماء معينة وهذا هو الخطر الكامن على المسرح السعودي. أما بالنسبة لما ينقصه فهو ينقصه الشيء الكثير فنحن بحاجة ماسة للمادة التي من خلالها سيكون هناك مسارح ومن المهم جداً أن يكون هناك إنفاق عال على المسرح لأنه جزء مهم من الثقافة وما هو المانع أو الضرر في أن تصل ميزانية الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون إلى خمسين مليون ريال، كما ينقصنا تقديم إشارات واضحة للناس باهتمام المسؤول بالمسرح فمثلاً حضور وزير الثقافة والإعلام للعروض المسرحية يعتبر شيئاً مهما لنا وللجميع ليعطي إشارة صحيحة لأهمية المسرحية، فعندما كنت في المهرجان الوطني للجزائر العام الماضي كعضو لجنة تحكيم انبهرت من حضور وزيرة الثقافة الجزائرية لسبعة عروض مسرحية من أصل عشرة عروض وهذا دليل واضح على اهتمام وزارتها بالمسرح.
وصف أحد المسرحيين الخليجيين المسرح السعود ي بالناقص لخلوة من العنصر النسائي. هل أنت مع هذا الوصف؟
- أنا لا أعلم سبب الغضب الكبير من قبل المسرحيين السعوديين الذين كانوا متواجدين في مهرجان الخليج الأخير في الكويت تجاه ما ذكره الأستاذ يوسف الحمدان، لنكن صادقين مع أنفسنا فنحن كمسرحيين سعوديين نتكلم فيما بيننا في هذا الموضوع بوصفنا مسرحنا بالأعرج لخلوه من العنصر النسائي وهناك العديد من الكاريكاتيرات التي تصف مسرحنا بهذا النقص من خلال بعض الصحف، فلماذا نأخذ مثل هذه الأمور بهذه الحساسية، المرأة لها أهمية مثل الرجل وظهورها على خشبة المسرح قد يضيف جمالاً آخر للعرض المسرحي، ولكن في الأخير لابد أن نحترم مجتمعنا الذي يمنع وجود المرأة على المسرح وهذه هي الحقيقة والمسرح يعكس المجتمع ويجب أن نخضع لقوانينه وبالتالي أرى أنه لا يوجد قضية مهمة وملحة على المسرح السعودي في وجود المرأة. ويجب أن نقدم مسرحاً متوافقاً مع مجتمعنا. وأريد أن أذكر هنا أن المسرح موجود في العالم منذ آلاف السنين ولم تدخل المرأة المسرح إلا في فترة متأخرة جداً وقد حدث في بريطانيا واليابان منع صعود المرأة على خشبة المسرح في فترة من الزمن. والمؤسف جدا ما يحدث في مسرحنا حاليا في بعض الأعمال المسرحية من تأدية أحد الممثلين لدور المرأة كما حدث في مسرحيتي الرقص مع الطيور الذي قدمته لجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بالرياض ومسرحية (الصندوق الأسود) للجنة الفنون المسرحية بجمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة، والتي قدمتا في مهرجان المسرح السعودي الرابع، حيث قام بعض الممثلين بتقديم ادوار النساء وهذا أمر معيب ومخجل جداً لأننا لسنا في حاجة إلى هذه الحيل غير المجدية والسخيفة، ولو كان لي من الأمر شيء لتدخلت لحذف هذه المشاهد ولو أدى الأمر إلى وقف العرضين.
مسرح الطفل في المملكة هل يناقش قضايا الطفل وما يحتاجه المجتمع؟
- مشكلة مسرح الطفل في العالم العربي أنه يستغل استغلالاً تجارياً صرفاً، والأمر ينعكس على مسرحنا السعودي كذلك، فكثير من الفرق اقتحمت مسرح الطفل من أجل النواحي المالية فقط وليس لها اهتمام بالجانب الفكري والاجتماعي للطفل. فلا بد من إعادة قراءة مسرح الطفل لأن ما يحدث للأسف هو أدلجة لأفكار الأطفال وهذه مسألة خاطئة لذا يجب أخذ الأفكار من الأطفال أنفسهم وصياغتها مسرحياً. وقد كان هناك تجربة أعجبتني في سوريا بأخذ أفكار الأطفال وتقديمها على شكل عمل مسرحي، لذا أتمنى أن نحذو حذوهم لأنه وبصدق مسرح الطفل في السعودية (بكش).
بصفتك أحد أوائل المسرحيين الذين مارسوا مسرحة القصة. صف لنا هذه التجربة.
- أعتقد أنها كانت تجربة مثيرة بالنسبة لي فأول عمل كان عام 1999م في عمل (مساحات مشتركة) وقد عملت على مسرحة (قصة توت) التي كتبتها ضمن مجموعتي القصصية (باتجاه الجنوب) وكان معي في التنفيذ الممثل مساعد الزهراني، فقد كنت القي القصة متصاحبةً مع الموسيقى ثم أتوقف ويقوم مساعد بإكمالها تمثيليا ثم أعود في الإلقاء وهكذا إلى نهاية العمل. وقد عرضت في جمعية الثقافة والفنون في الرياض والطائف. وتم مسرحة إحدى عشرة قصة قامت الورشة بتنفيذها في أماكن مختلفة وبتقنيات مختلفة أيضاً، وتعتبر هذه التجربة مغامرة أدخلتنا إلى عالم آخر الذي من الممكن أن نسميه المسرح السارد وهي تجربة ممتعة لنا في الورشة.
تعتبر المشاركات الخارجية قضية المسرحيين الشائكة والمتداولة فيما بينهم. هل هناك آلية واضحة للاختيار؟ وما مدى رضاك عنها؟
- اعتقد أن هذه القضية من الأمور المهمة التي ذكرت سابقاً وقلت: إن الاختيار والترشيح من اختصاص جمعية المسرحيين السعوديين واللائحة تنص على هذا، وكان من المفترض أدبيا على الأقل من وكالة الوزارة للشؤون الثقافية الدولية أن تحيل ملف المشاركات الخارجية لجمعية المسرحيين السعوديين.فهم أدرى بشؤونهم وأكثر خبرة من وكالة الوزارة في اختيار العروض. أما بالنسبة للآلية التي يتم بها الاختيار من قبل الوكالة فلا علم لي بها وان كان الاختيار من قبل الأستاذ عبدالله باحطاب كشخص فهذا غير منطقي، ولكن على حد علمي وبناءً على ما ذكره الأستاذ باحطاب فهناك لجنة للاختيار ولكن لا نعلم عن أسمائهم شيئا وقد تكون أسماء سرية، وهناك حديث يدور بين أوساط المسرحيين عن بعض الأسماء الموجودة في هذه اللجنة، وإن كان هذا صحيحاً فهذه الشخصيات غير كفؤة ولا تحسن اختيار العرض المناسب، فاختيار العروض التي تمثل المملكة خارجياً يحتاج إلى أشخاص يمتلكون مواصفات خاصة تؤهلهم للاختيار، فهذه الشخصيات لابد أن تكون لديها اطلاع كبير وتمتلك الخبرة والفهم والرؤية والمعرفة بنوعية المهرجانات الخارجية واستشراف المستقبل وهذه الصفات غير متوفرة لديهم.