الثقافية - م.ع:
هل سيطرة الرقابة، وصعوبة، النشر، وانشغال رواد القصة كل بتجربته أدى إلى غياب الأساتذة عن جيلهم؟! قضية احتكار المشهد الثقافي من قبل شعراء الثمانينات وما تجلى عنه من رؤية العديد من المثقفين من المبدعين في مجال السرد إلى أنه أقصاهم جددها الروائي عبد الحفيظ الشمري في أمسيته التي احتضنها مؤخراً أدبي الشرقية، ولا أحسبه لم يكن متوقعاً أن يثير ذلك حفيظة البعض من الجهة الشقيقة المقابلة تخطى بعضه النسائم الهادئة المفترض أن تكلل الحضور.
ذلك أن اعتبار الأمر منافسة بين أبناء المهنة الواحدة وتفوق الشعر أيامها ربما هو ما واجهه في معركته مؤخراً مع الموجة الروائية، أو كون البعض الآخر يرى الأمر لا يعدو كونه خفوتاً لحضور السرد في غمرة التجاذبات بين محبي الحداثة ومعارضيها في الشعر. وفي كل الأحوال لم يعد الأمر خلافاً أسرياً لم يفلح كالعادة في الوصول لنقاط التقاء حتى لدى أكثر المتفائلين بين الحضور.
من ناحية أخرى: ترى هل التقى الشمري بشكل أو بآخر مع المحيميد الذي سبق وقال إن (أرصفتنا غير مشجعة على الكتابة)، من خلال قول الأول أن (المكان في الرواية لا ينبغي أن يكون عالم طهر ونقاء مفعم لا يمكن المساس به)، وهل يمكن القول في نهاية المطاف أن عرض تجربة الروائي أو الشاعر أو القاص يجب في النهاية أن تثير العديد من الأسئلة المشاغبة وإن بدت قاسية مثل وصف الأعمال الروايات المحلية الأخيرة بأنها (نزوة وتفريغ شحنة عاطفية).
الأجمل كان الحديث عن الطفل بمعزل عن سخونة المشهد واتهاماته والمناداة بالتخلي عن الوصاية على أدبه وثقافته، فهل تصل الأصداء أبعد من المعتاد.