سلام على قلبٍ تكون عامرا

بأم القرى حبٌ تضوع ناشرا

سلام على خلٍّ سلام موله

إذا جاء ليلي كنت بالشوق ساهرا

بسطت له روحي بحلم معانق

وعدت بخيبات من الظن خاسرا

فيا حب يكفي من عذابِ ملامة

فلا زلتِ في ذا القلب وجدا مكابرا

وصلت إلى تلك المرابع ليلة

فعدت ولا دربٌ لديك مسامرا

فلا نلت شيئا في هواكِ بطلعةٍ

ولا أنتِ قد نلتِ من البعد عاذرا

(وحاربت أهلي في هواك) وصحبة

وما كنتُ يوما في ودادك ظافرا

ففي كل يوم لا أرى غير لوعةٍ

فيغدو من الإخفاق قلبيَ حائرا

وما أنت إلا فتنةٌ في نواظري

فمنك أتاني العشق يا شهد ساحرا

كفاني عذابا فالزمان معاندي

فكل أمرأى لابد يمسي مسافرا

فما أعذب الألحان منك ببسمة

إذا جئتِ في ثوب من الطهر عاطرا

كشفت لها سري وهذي قضيتي

واليت ألا, أن أكون محاذرا

ورغم جراح البعد منك حبيبتي

سأبقى على ذكراك في العمر أسرا

لعل سويعات الجفا منك تنتهي

وتأتين يومًا في سنائك سافرا

وقد اليت ألا، أن أعود عن الهوى

ولو كان هذا القلب بالعشق عاثرا

دعينا بقلبينا لنبني مسرحا

ففيه أرى الأيام تغدو منائرا