تمهيد:
بعد قرابة (3 أشهر) وثلاثة، تمنيت خلالها الانتهاء من إتمام المسودة: «المعجم موازين اللغة» أعاود الكتابة في صحيفة ومجلة سبقتا الصنف وحازتا السبق لجديد وإضافات سيدة بارعة في /مجال الخبر/ والبحث/ والنقد/ والعلم.
ذلك ليطمئن السائلون والباحثون عن «المعجم» ولو لا جزء مهم فيه يحكي حال من انتقد وداخل بسوء لغة وسوء تقدير لظهر المعجم الآن، ولهذا أعالج هذا الجزء بسعة طرح وتفصيل مكين مع ذكر: أسماء وحياة من (داخل) دون روية فأرجو الله تعالى أن يتم ذلك بخير وعلى خير.
(مُعجمُ موازين اللغة)
1- أبحر: جمعه أُبحُر على وزن الصيغة الصرفية أفعل بفتح الهمزة وإسكان الباء وضم الحاء، والنص جاء هكذا في محكم التنزيل: {مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ}.
ويُطلق أبحر على هذا:
1- أبحر البحر «أبحر جدة».
2- أبحر موضع جديد في «مصر».
3- أبحر موضع جديد في «اليمن».
1- أَبْحَرَ على أنه فعل ماضٍ تقول (أبحر فلانٌ) سافر عبر البحر.
2- وتقول (هذا العالم أبحر في علم من فلان) على صيغة المبالغة على: الحقيقة وذلك إذا كان علماً موهوباً لا بسبب جاهٍ أو مال أو مجرد سمعة ونحو ذلك فتنبه (1)
3- وتقول: (هذه أبحر من فلانة) ولا تقول: (هذه أبحرة من فلانة) ولا تقول كذلك: (هذه بحارة من العلم) لكن: (في العلم) ورأيت بعض أهل الساحل (2) يقول لذلك فلعلها لهجة.
وتطرق في اللغة النحوية مداخل هذا الاسم فيُقالُ: في المثنى رفعاً: (هذان بحران).
ويُقال: في المثنى نصباً: (رأيت البحرين).
وسُئلتُ في (مِصْرَ) عن كيف تم نصب البحرين الدولة المعروفة في شبه جزيرة العرب على طول النطق بها فقلت: الأصل أن يقال: البحران لكن نصب على طول النطق به بحكم حذف مقدر: (بلاد البحرين) أو: (دولة البحرين) وما شابه ذلك، وقد ورد: البحرين هكذا قديماً ولا يقال: إن نصبه سماعاً إذ الأصل عند العرب أن أصل تراكيب الأسماء تبقى على حالها من وجوب لازم الرفع ما لم يقتض الموجب النَّصب، ويقال: أبحروا سافروا بحراً، ويقال على سبيل السؤال: أأبحروا؟.
وفي إفريقيا عُدة أماكن يُطلق عليها السكان هناك «أبحر» وفي ليبيا/ وتونس/ والجزائر يقول بعضهم: (ها نُبحرُ) و(ها قاد أبحرنا) وكذا: (هذا أبحرنا) يقصدون: (هذا بحرنا).
وفي/ جيزان/ يُطلق: (بحارنا) بفتح الحاء لا بكسرها على أصلٍ صحيح، إذ الفتح خطأ، وبمناسبة البحر ولو لم يكن هذا موضعه لكن المكان يقتضيه من جهات رأيت إيرادها.
أولاً: ملوحة البحر: لئلا يتعفن ما فيه.
ثانياً: ملوحة البحر يطلق عليه الملح المائي.
ثالثاً: ماء البحر يتوضأ فهو: طهور(3).
رابعاً: تؤكل ميتة ما لم تتعفن.
خامساً: البحر طبقات مائية وثبت أن في بعض أغواره (نار مائية) قال سبحانه {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}.
سادساً: تفيض البحار في زمن ملعوم لا يعلمه إلا الله تعالى بحيث طغى على الأرض بسبب: عتو الريح ودوامها (5).
سابعاً: في البحر (حلي) و(لباس) (وكنوز متعددة).. وفيه (أودية) (وجبال) قد تكون أعظم ما في الأرض - والحكم، في هذا أنها تثبت قرار باطن البحر وتكون مأوى لحيوانات خاصة تعيش في قاع البحر (6).
***
(الهامش)
(1) وعد إلى (سير أعلام النبلاء) للذهبي.
(2) تهامة وما حولها.
(3) خلافاً لمن قال بعدم طهوريته.
(4) الملح المائي، والملح المعدني بخلاف ذلك.
(5) قال تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}.
(6) بعضها أعمى.
13
الرياض