وُصف بالمخترع والمكتشف والفنان والمهندس، كلها تجتمع في عقل رجل واحد اسمه ليوناردو دافنشي. ومع علمنا بأن هذا الرجل وعبقريته يسكنان ذاكرة كل الفنانين من دارسي تاريخ الفنون إلا أن علينا أيضاً حقاً للقراء أن يتعرفوا عليه في عصر أصبحت فيه الفنون الواقعية والأكاديمية التي برزت في عصر النهضة واحتضنتها أهم وأكبر متاحف العالم أقرب للتهميش في ساحة وميادين الفنون المعاصرة التي لم تعد تعتمد على التصوير والرسم الفوتوغرافي النزعة والدقة بقدر ما تنحى إلى جانب الفكرة والرمز بمختلف الوسائط والخامات مهما ارتفع قدرها أو هبط من توظيف الذهب، مروراً بالتشكيل في الفراغ والفن الرديء، فن الأرض، الفن التركيبي، فن الفيديو آرت، وصولاً إلى تجاوز الذوق العام وعرض المخلفات الآدمية. ومع هذا كله ما زالت أعمال الفنان ليوناردو مثار إعجاب ودراسات وبحوث في كل صغيرة وكبيرة لهذا الفنان الذي اخترع بعض الآلات العسكرية، وقام بتشريح الجسم، وكشف تكوين الطفل في الرحم واستخدم مواد للرسم لا يمكن كشفها إلا بالأشعة السينية، إلى آخر منظومة هذا العبقري الذي بدأ تلمس عبقريته من خلال الرسم والبحث في أدق التفاصيل حينما كان يجمع مختلف الحشرات والزواحف ويرسمها في (قبو) منزله الريفي. اليوم نستعرض بالصورة ما قام به هذا العبقري من اكتشاف للجنين في بطن أمه قبل الأشعة وما دار حول الموناليزا الأشهر على مستوى لوحاته عالمياً وما قيل عن أن وجهها يمثّل جزءَيْن، أحدهما ذكوري والآخر أنثوي، وكان الجزء الذكوري الأقرب لملامحه، كما تم كشف ما كانت عليه اللوحة من تبدل خلال رسمه لها، الذي استغرق أربع سنوات، تخللها غياب الفنان عن رسمها لانشغاله في اكتشافاته العلمية والطبية والهندسية؛ فتغيرت ملامحها من الطفولة إلى النضج، أو ما بحث فيه عن وجود رجل يكمل عدد الأربعة عشر شخصاً في لوحة العشاء الأخير، ولم يتبقَّ منه سوى يد تحمل سكيناً..
أما الأهم فهو ما جاء في رواية شفرة دافنشي من تأويل وتفسير لإحدى لوحاته أثارت الكثير من القضايا الدينية والسياسية في أوروبا.
monif@hotmail.com