المؤلف: لوريتا نابوليوني، ترجمة: لبنى حامد عامر
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون ، 2010
الصفحات: 358 صفحة من القطع العادي
عبر استعراض لتجارة المخدرات، وتجارة الجنس المزدهرة في أوروبا الشرقية، وفضيحة القروض العقارية في أميركا، وصناعة السلع المقلّدة في الصين، وإحسانات المشاهير لإفريقيا، ومتاجرة القراصنة البيولوجيين بدماء البشر، واجتياح عصابات مزارع الأسماك أعالي البحار، والورشات الإلكترونية التي نجمت عن ألعاب مثل «ورلد ووركرافت»، يتناول الكتاب تاريخ وتفاصيل هذه الاقتصاديات المشبوهة والخفية وما شابها من صدامات وعلاقات على المستوى السياسي والاقتصادي وكيف تشكلت حتى تحولت إلى إمبراطوريات اقتصادية عالمية. وتحاول المؤلفة تسليط الضوء على ما يسمى بإعادة صياغة العالم الحديث على يد القوى الاقتصادية الكبرى، التي لا تتورع عن تغيير العالم وتسييره حسب مصالحها، وذلك عبر شبكة واسعة من الأوهام السياسية والاقتصادية التي يقع ضحيتها ملايين الناس العاديين الذين يسقطون في شرك عالم الاستهلاكية الخيالي. تقول المؤلفة:» إن تسعينيات القرن المنصرم شهدت انتشار فيروس الديمقراطية في أرجاء العالم كافة، حيث أطلق انحلال الاتحاد السوفياتي «جرثومة الحرية» من عقالها لينمو عدد الدول الديمقراطية في غضون عقد من الزمان من 69 دولة إلى 118 دولة ديمقراطية.لكن الفارق أن انتشار الديمقراطية أدى إلى تفشي العبودية ليصل عدد المستبعدين في نهاية ذلك العقد إلى ما يقدر بحوالي 27 مليون شخص في عدة دول فيها دول أوروبا الغربية.ففي مطلع العام 1990 بدأت قوافل رقيق الجنس السلافية القادمة من دول التكتل السوفياتي السابق باجتياح الأسواق الغربية.كما أتاحت العولمة استغلال عمالة العبيد على مستوى صناعي لم تبلغه حتى في أزمان الاتجار بالعبيد عبر الأطلسي «. وتستنتج أنه «سيقوم على حكم النظام العالمي الجديد محور خفي يمتد من بكين إلى كيب تاون، ولا تكون أوروبا وأميركا طرفين فيه، في حين أن أفريقيا والشرق الأوسط سيقدمان الموارد الضرورية لقيادة اقتصادية عالمية جديدة». ومن ثم يأتي دور «تقنية الناتو لتعزز هذا السيناريو».