المؤلف: أمارتيا سن
المترجم: مازن جندلي
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون ،2010
الصفحات: 576 صفحة من القطع المتوسط
هل للعدالة مفهوم واضح يمكن تمييزه عن بقية المفاهيم؟ ولماذا ارتبط مفهوم العدالة بالمساواة والحرية؟ ولماذا لم يتم اتخاذ موقف واضح حيال كل مفهوم حتى لا تختلط المفاهيم وتضيع؟ .
في هذا الكتاب ، يطرح «أمارتيا سِن» مقاربة بديلة للنظريات السائدة في العدالة التي يقول إنها، بالرغم من إنجازاتها النوعية العديدة، سارت بنا على العموم في الاتجاه الخطأ. يلحُّ «سِن» وهذا جوهر الرأي عنده، على دور النقاش العام في إقامة ما من شأنه أن يجعل المجتمعات أقل ظلماً. لكنه يحاجّ في أن النقاش العام للعدالة لا يتيح بطبيعته الإجابة على كل الأسئلة ولو نظرياً؛ فليس هناك تعريف واحد للمعقول بل تعريفات تُحتِّم علينا الاختيار؛ ومواقف عدة، مختلفة ومتنافسة، يمكن الدفاعُ عن كلٍّ منها دفاعاً مُقنعاً. وأن علينا ألا نرفض هكذا تعددية أو نحاول تقليصها خارج إطار الحوار، بل أن نستخدمها لبناء نظريةٍ في العدالة تستطيع استيعابَ الآراء المتباعدة على تباعدها. وبين طيات الكتاب سوف نقرأ نقداً جوهرياً لمنهج راولز بالبحث عن «نموذج مثالي» للمجتمع العادل، فجوهر العدالة عنده هو الإنصاف «العدالة كإنصاف» أي المعاملة المتساوية لجميع الأطراف بلا تمييز أو تحيز». أما المؤلف فيرى» أن المشكلة الحقيقية التي نواجهها في الواقع هي «الظلم» وبالتالي الحاجة إلى معرفة كيفية القضاء عليه أو التخفيف منه. أي التركيز على مظاهر «الظلم» في المجتمعات المختلفة ومحاولة استئصالها وأن التعرف على مظاهر الظلم تتوقف على القيم السائدة والمصالح الغالبة فضلاً عن العادات المتأصلة في مختلف المجتمعات، وتوفير الحريات العامة والسياسية للأفراد هي الخطوة الأولى لتحقيق العدالة، وهي تحقيق للمساواة أيضاً وبذلك نكون قد اعترفنا بإنسانية الإنسان «.