الجزيرة - الثقافية - سعيد الدحية الزهراني
قلة قليلة من المثقفين والأدباء تحديداً استطاعوا التحرر من أسر وهم المعرفة التقليدية.. تلك التي لا تفضي إلى فعل إيجابي خلاق ومتفاعل.. لتتهاوى أمامهم العقود والمراحل قبل أن يكتشفوا أنهم مجرد أسماء ولدت وشاخت ضمن إطار مربع التخصص الذي لن يكون في أحسن حالاته سوى مجرد كلام ونظريات تحمل في طياتها بذور فنائها..
مؤخراً برزت أصوات ثقافية وطنية مخلصة.. لمواجهة موجة الفساد المالي والإداري العام.. عبر تحليل شجاع وواضح لأبرز مظاهر الفساد في منظومة الحق الوطني العام.. من خلال كتابات صحفية ولقاءات تلفزيونية أبرزها ما تناوله الدكتور سليمان الهتلان في برنامجه الحواري المعروف على قناة الحرة «حديث الخليج» من خلال عدد من الضيوف مثل الدكتور مرزوق بن تنباك والدكتور عبد الله الغذامي والدكتور تركي الحمد وآخرين..
حيث تأتي هذه النماذج التي سيحفظ التاريخ مواقفهم كأصوات لم تمض دون أن يكون لصداها مساحة من الترديد والتقدير والإكبار.. ليس لأنها اختارت الأطر الوطنية الساخنة في منظومة السلطة والمجتمع.. بل لأنها اتجهت إلى تلك الدوائر بغيرة الصادق ومنهجية الأستاذ ورؤية المفكر.. وفوق هذا بوطنية المخلص وانتمائه وحبه لوطنه ومجتمعه ومستقبل أجياله..
هذه الأصوات الوطنية وهي تفتح غير مرة ملفات وطنية وتنموية واجتماعية ودينية حساسة وصادمة في بعض الأحيان.. بشجاعة الواثق وصدق المحب.. فهي في حقيقة الأمر تضع بذلك للكثيرين درساً بليغاً للغاية مفاده أن الثقافة مسؤولية وأن المثقف مطالب بحضور وطني واجتماعي واضح.. يتجاوز تقليدية المثقف الجامد الذي ألف برجه العاجي الوهمي.. وأن الوطنية والانتماء الصادق والمخلص يتأكد حضوره ونقاؤه كلما اقترب المثقف من قضايا وطنه ومقدراته ومستقبل أجياله..
*الثقافة مؤولية..
والمثقف مسؤول!
31