أخبر من الخبر على وزن: أفعل، ويُراد به: أفاد ونقل،
وأصل الكلمة (خ.. ب.. ر) فهي ثلاثية ويأتي التعريف لتحديد الخبر والمخبر.. بكسر الباء..
قال طرفة بن العبد البكري:
(.. ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ..)،
وأخبر.. ويُخبر أفادَ ويُفيدُ بما ينقله إليكَ من خبر.. وأخبار مما لم تسمعْ به قبلها.
وأصلُ الخبر كما هو قول علماء البلاغة أنه: كلامٌ يقبل الصدق.. والكذب حتى يردَ دليل مادي بصدقه عدا الكتاب.. وما صح من السنّة.
وآفة الخبر إنّما ترد من راويه ولهذا قيل في الحكمة كما قيل في المثل:
أ- (إياك وقبول خبر القريب الحاسد)
ب- ما بُلي أحد بمثل وشاية القريب)
ج- كم زلتْ أمة وجماعةٌ بقبول خبر على ضعيف)
د- (أنت والخبر حتى تلقى الله تعالى)
هـ- (كم جر الخبر من هتكٍ ليس هو).
ويُجمع الخبر على أخبار والأخبار في الحالتين التعريف.. والتنكير، والخبر.. والأثر.. والحديث.. والرواية من حيث العموم يُطلق على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً أو موقوفاً على صحابي له حكم الرفع.
وهذا له ضوابطه.. وشروطه تلك التي لا بد منها حماية لجناب التوحيد وسياسة الحياة عبادة ومعاملة، وإلا لدخل في هذا المخبرون والرواة والقصاصون من كل نحلة.. وملة.
وقد صنفت في هذا ثلاثة أسفار بحمد الله تعالى وهي:
1- «كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل»
2- «نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين»
3- «النقد العلمي..»
وهي كتب متداولة.
وحريٌّ بالعلماء.. والمحققين.. والقضاة، وكذا من يفتون الناس، حري بهم تلمس مثل هذا عند (مُسلم بن الحجاج) في (مقدمة الصحيح) و(مقدمة ابن الصلاح) و(تواريخ البخاري الثلاثة).
وكذلك: (العلل الكبرى.. والصغرى) للترمذي لكن هذا كله يحتاجُ إلى سبرٍ يتقدم فيه العقل على القلب ولا بد لاستنطاق قوة الفهم وجودة الملاحظة وعمق إدراك مراد شواهد النسق، ولم يترك الأول للآخر شيئاً، فكتب القرن الأول إلى العاشر هي أدق وأجود من كتب جاءت بعد ذلك، ولعل من كتب خلال القرون المتأخرة إلى هذا الزمن إنما هم عالة على كتب من سلف (ومن حفظ حجة على من لم يحفظ).
أقط: وهو بفتح الألف المهموزة.
وكسر الباء، وقد تسكن، وبلاد اليمن.. والساحل ينطقون ذلك بظم (القاف).
وجماعة من أهل شمال إفريقيا وجنوبها ينطقون ذلك بظم: (الطاء) مع مدٍ ملاحظ للمتأمل، وأصل الأقط لبن يُخمرُ ثم هو يُعجن ثم بعد ذلك يُضغط عليه ما بين الراحة راحة اليد والأصابع ثم هو بعد هذا ينشر ليجف،
والأقطُ معروف منذ أقدم العهود في البادية ثم قد تحول عند الحاضرة لاسيما أهل الزراعة والماشية منهم.
والأقط أنواع فمن ذلك:
أ- الأبيض.
ب- الأصفر قليلاً.
ج- المائل إلى الحمرة.
وأطيبه الأبيض اللين، وهو مفيد للمعدة والعظام واللثة.
والإكثار منه يضر بالكلى والكبد وعلامةُ عفونته شدة حموضته مع مرارة قليلة ويبوسة.
والأقط لا ينصح به لمريض الكلى والكبد بأنواعها الثلاثة.
ولعلي أشيرُ هنا إلى ضرورة إجراء اختبارات طبية جيدة عليه قبل بيعه لاسيما وهو خلال كنزه في كيس أو خيش يحمل معه بعض الشعيرات الضارة مما يكون متولداً من الكيس أو الخيش.
ولعله يفسده خلطه بالسكر وهذا مشهور لكن الدراية بهذا قليلة
أصحر: ميزانُ هذا الصرفي أفعل وأصحر مهملة أخذ هذا من اسم الصحراء حسب الوصف الملازم لذلك فيقال:
1- أصحر الغلامُ: إذا ابتعد فيها.
2- وأصحر: إذا سار بعيداً على غير وجه.
3- وأصحرتْ الأرض: أمحلت وجفت.
4- والتصحر: الجفاف ونحوه.
وصحراء: الأرض التي لا نبت فيها ولا ماء، وشديدة الحرارة.
أبكر: أفعل هذا ميزانُها الصرفي.
وبكر: بتشديد الكاف: من البكرة والتبكير وذلك يكون أول النهار قال جل من قائل: (بكرةً وأصيلا).
يقال جاء الوفد مبكرين، وجاء الوفد مبكراً أي بكره صبحاً، وقال زهير بن أبي سلمى المزني: (بكرنا بكوراً واستحرن بسحرة).
ورأيت جملة من أهل السودان يتسمون (بأبكر) يضعونه علماً على المولود.
أمعن: ومفرداته «أ-م-ع-ن» بفتح الهمزة، أمعن ويمعن حدد النظر نظر بعمق وتصويب.
وأمعن على وزن أفعل أبصر بقصد الاستيضاح والتثبت.
والإمعان مما يدخله الإشتراك اللفظي وهو كثير فمن ذلك:
أ- أمعن المسير: جدَّ فيه.
ب- أمعن الطلب: مثل الأول.
ج- أمعن القول: تعمق فيه.
د- أمعن بكسر العين من فعل الأمر.
أنظر.. وأبصر.
وأمعن فلانٌ يمعن فهو يتبصر ويتأمل بتأن وطول زمن.
وهذه يأتي بابها في حينه إذ لا بد من الشواهد عليها لأهميتها.
-
- الرياض