ليست العين فقط هي التي تُصاب بالعمى بل إن الفكر أيضاً قد يُصاب به؛ فهنالك فئام من البشر يعانون عمى فكرياً يحجب عنهم رؤية الحقائق وارتباط العناصر؛ لذا فإنهم عاجزون عن إدراك ما يدور حولهم من قضايا حياتية؛ ولذلك أسباب عدة، من أهمها الإملاق في امتلاك القدرات الفهمية الذهنية، إضافة إلى وجود أنماط مختلفة من عوائق التفكير التي تُشكِّل غشاوة تحول دون النفاذ إلى الفهم الصحيح، ومع كثرة تراكمها فإن
...>>>...
لقد ناقشنا من قبل فكرة أن خلافنا مع الراحل د. أركون لم يكن حول أهمية الموضوع الديني ودرجة راهنيته، كما يروي مترجمه (الدكتور هاشم صالح) بل حول الموضوع المنهجي الفيلولوجي المدرسي الذي كنا نعتقد أنه قد تم تجاوزه في الفكر العربي ذاته من خلال تسرب التاريخانية، ولو من باب السياسة والأيديولوجيا، رغم أن هذه التاريخانية السوسيولوجية الخلدونية عُرفت منذ فكر النهضة الحديث، ليس في نموذج طه حسن فحسب، بل لدى
...>>>...
كنا نتحدث عن التعليم وأثره في تكوين جيل من النساء، تعلَّمن الكتابة والقراءة بعد أن كُنَّ يتخبطن في ظلمات الجهل، والتعليم الذي بدأ بصعوبة وسط تقاليد لم تكن مهيأة لتقبل الجديد، ومن الطبيعي أن يكون المجتمع المنغلق على نفسه يحارب ما يطرأ عليه من مبتكرات وتغيُّر في البنية الاجتماعية؛ حيث يُحسب لكل شيء حسابه، باعتباره طارئاً على العادات الموروثة،
...>>>...
تصرخ قدماه، ينتابها الألم والهوان والأنين، تتوسل إليه، ترغبه في البقاء إلى وقت آخر، تتمتم له بشكواها مما أصابها، وتخبره عن أحوالها والمسافات التي قطعتها دون فائدة، لا يصيخ لها سمعاً، لا يبالي لحاله وجسده وضعف قدراته، فقد نسي كل هذا منذ زمن لا يعرف بدايته.
وعى بعد غياب طويل كينونة لا يعلم مصدرها، له لحية سوداء كثة متصلة بشاربيه، وجسم ناحل لا
...>>>...