دخلتُ المدينة. كانت تعج بالناس.. بالمباني الشاهقة، بالشوارع المتداخلة، بالأضواء الباهرة، بالحدائق، بالأشجار والأحجار... وقفتُ أنظر بدهشة إلى كل هذا الصخب من حولي. نظرت إلى الساعة في معصمي الأيسر، كانت عقاربها تدور بسرعة.. أوقفت الساعة فتوقف الزمن. توقف الناس، وتوقفت الحياة. ذهب الصخب، سكون إلا من وجوه الناس الواقفين بصمت. تأملت الصخب الصامت من حولي. أخرجت ممحاةً.. مددتُ يدي إلى أقرب شخص
...>>>...
في ليلة باردة من ليالي ديسمبر، وفي صالة الاحتفالات التي ساد فيها الدفء، وعبق جوها برائحة التبغ، وتزاحمت تحت سقفها سحب من دخان سجائر الحاضرين، جلس (توم) هادئاً منتظراً دوره للكلام.. كان يحدق في خوان المائدة التي جلس عندها، والناظر إليه يدرك أن الأفكار تزدحم في رأسه الكبير ذي الشعر الكث الذي غزاه المشيب، وذلك من نظرته الثابتة العميقة من عينيه السوداوين، والابتسامة تبدو
...>>>...