قفل صدئ
أفلتت كلّ المفاتيح التي في حلقتها بزهو مفرط، حتى إذا صدأ قفلها لجأت إلى المفاتيح المستوردة بترجٍ.
هروب
تتسارع خطاه فيْ الهروبِ منه كلّ يوم . حاول أن يتحاشاه في الطرقاتِ والأزقة. كان يغلق باب الدار بإحكام خوفاً منه. والنوافذ يسد ثقوبها كي لا يدخل منها . خرج ذات صباح رآه أمامه يحدق فيه، عانقه وفر معه للأبد.
(لُعاب)
يمتطي في الصيف، يقطع الفيافي والقفار لبلاد الكلأ. يفرغ الفائضة ويعود بلهاث يوزع رذاذ لعابه على مرضاه.
(حمار الفضيلة)
خرقت شغاف قلبه حين رآها ترفل بالفضيلة مع صغر سنها.
دسّ في جيب والدها حفنة، فسلمها له على الفور.
بعد أشهر بشرته بالأبوة!
تواطأ مع فرحتها، وحملها على كتفيه. تدلت رجليها على صدره، وهي تضرب على صلعته وتغني، والليل يردد معهما أصداء عرس بهيج:
بحبك يا حمار.
(هُبَل)
ما إن أنهى خطابه حتى ألهبوا الأكفّ تصفيقاً له.
شتمهم ومزق الخطاب، وبصق عليهم. خروا صرعى.
(بريق باهت)
لمعت نجمة في الأفق، فحام حولها الذباب بطنين.
تلاقفتها الأيدي الموبوءة كتلاقف الكرة .
بهت لونها. انبلج الصباح، ضلّت طريق العودة.
(بائن)
أطلق عليها أعيرته الطائشة بدم بارد، فأطلقت عليه زغاريدها المنتظمة بحرقة فائرة.