تؤرخ الحركة التشكيلية في أي وطن بمجهود ما يقدمه الفنانون التشكيليون فعلى أيديهم تتبلور وتتشكل ملامح كل فترة وكل جزء من جسد الثقافة البصرية المنسوبة لذلك الوطن، لذا كانت الرعاية والاهتمام من قبل عدد من الجهات الحكومية والخاصة في تشجيع الممارسة الفنية من خلال إقامة المعارض والمسابقات وغيرها، ينمو الفنان تشكيليا منذ بداياته المبكرة ويمثل وطنه في المحافل الخارجية؛ في ظل ظروف مادية أو اجتماعية قد تكون صعبة عليه لأن وضع السوق الفني لدينا لا يقارن بغيره في حجم الاكتساب الذاتي، علاوة على النسبة الخيالية التي يستقطعها المسوق، فالفن لا يؤكل عيش لدينا وإن كان سبب ثراء وشهرة لغيرنا في دول أخرى، ومع كل هذا وعندما يرحل ذلك المبدع وتنتهي مراسم العزاء وتنطوي صفحات الجرائد والمجلات وتمضي السنين وتبقى بعض من كتيبات أو مقالات تذكرنا بالراحلين، هنا نسأل أين تاريخ الفن السعودي؟ رحل قبل أيام محمد الصندل ومن قبل محمد سيام ورسام الكاريكاتير الخرجي وغيرهم، وكان السليم والرضوي رحمهما الله ممن وجدت صعوبة في الحصول على صور أعمالهم بدقة عالية لأجل أهداف بحثية أنجزتها فيما سبق، قد لانشعر بحجم المشكلة الآن؛ لكن عندما تتطور أقسام تاريخ الفن المستحدثة مؤخراً وبعد سنين من تتالي وتشتت الإرث التشكيلي، سنبدأ حينها نشعر بحجم أهمية ما كان يجب فعله، جهود بحثية جيدة قام بها البعض يشكرون عليها وجهود تأليف ونشر عبر الإنترنت أيضا لها دور جيد، لكن هذا لا يكفي؛ نحتاج لآلية قانونية في حفظ الحق الفكري للفنان الراحل من خلال نظام تسجيل موحد لجميع الأعمال الفنية له، فهذا من جانب الوفاء والتكريم له ومن جانب آخر يسهل مهمة دراسة وتحليل تلك الأعمال لطلبة أقسام تاريخ الفن لدينا.
Hanan.hazza@yahoo.com