هل فشل الطب الحديث في علاج الإنسان من آلامه وأوجاعه.. على الرغم من التقدم الهائل في مجال الاختراعات والاكتشافات والتشخيص والأشعة السينية والتحاليل والتقدم في فن التمريض والتدليك..؟
لقد استخدم الطب الحديث كل ما حولنا من حيوان ونبات وجماد واستخلص الأدوية والمركبات.. كما استخدم المواد العضوية والكيماوية وصنع الأقراص والكبسولات والمواد العلاجية السائلة والصلبة.
ولم يترك الطب طريقة من الطرق للوصول إلى مكان الألم والوجع عن طريق الجراحة والأجهزة وعدسات التصوير والمضخات وحتى الإبر الصينية..! لكن الإنسان في كل مكان ظل يشكو ويتألم وظل قلقاً على صحته.. بل إنه في كثير من الأحيان هب من الطب الحديث إلى العلاج الشعبي أو الطب الشعبي الذي يعتمد غالباً على الأعشاب وعمل مستحضرات من مواد كثيرة لا رابط بينها ولا انسجام..!
ويبدو أن هناك بعض المهتمين بعلاج الناس.. حتى ولو كانوا ليس من خريجي جامعات علمية.. اتجهوا إلى طريق ثالث في علاج المرضى بين الطب الحديث والطب الشعبي.
لقد قالوا إن الأمراض في معظمها جلبتها الحضارة.. وإن الناس قديماً كانوا يعيشون حياة بسيطة غير معقدة يتعرضون للشمس ويستنشقون الهواء النقي ولا يكثرون من الأطعمة ليلاً ويمارسون العمل والمشي والرياضة بشكل طبيعي ولذلك كانت صحتهم جيدة ولا يشكون من الأمراض التي يشكو منها الناس في هذا العصر.
ومن هؤلاء الذين يهتمون بصحة الناس طبيب لبناني اسمه حسن ملحم.. قال: وألف الكتب أن جل أمراض الإنسان تأتي عن طريق الأسنان.. فإذا مرضت الأسنان أصبح الجسم كله معرضاً للأمراض.. وإن سبب الأوجاع بؤر الإنتان في اللثة وتحت الأسنان.
وهناك أستاذ اسمه حسن عباس - رحمه الله - من سوريا له اهتمامات صحية.. لقد دعا الناس للعودة إلى الطبيعة وقال: التعرض للشمس والهواء الطلق صحة.
وقال: إن أفضل غذاء يتناوله الإنسان هو (القمح المبرعم) حيث هو يعيد بناء أنسجة الجسم.. وألف في ذلك كتاب مطبوع يشرح طريقته.
أما النساء فلهن مساهمات في ذلك.. فقد نجد منهن من يعالجن المرضى.. فهناك سيدة نصحت بعدم الأكل الكثير لأنه سبب كل الأمراض التي تصيب الإنسان.. ودعت أيضاً إلى الاعتماد على الحنطة وقد عالجت الكثير من الأمراض الخطيرة بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
ثم أخيراً وليس آخراً.. طبيبة في علم الطاقة التي شاهدها الكثيرون على شاشات إحدى المحطات الفضائية.. فقد قالت: إن الإنسان يجب أن يمشي ويمشي حافياً على الرمل والتراب لأن ذلك يكسبه طاقة كبيرة.. وقالت: إن التدليك يفيد الجسم كثيراً وتعيد إليه الطاقة التي يفتقدها.
ثم جمعتني الصدفة بطبيب من بلدي تخصص في الطب البديل في أمريكا وقد سمعت منه ما يبشر بكل خير للإنسانية.. وعلاجه يعتمد فيه على الأعشاب.
خلاصة القول إن الإنسان في هذا العصر يشعر بكثير من التعب والإرهاق ويقع فريسة الأمراض المختلفة التي ليس لها دواء أحياناً غير - الراحة - ولو أنه عاش عيشة البساطة التي عاشها أجدادنا لعمر كثيراً دون أن تفتك به الأمراض والآلام..
كان أجدادنا يعملون ولا يكسلون.. ويأكلون ولكن لا يشبعون ويمشون على أرجلهم كثيراً ويتعرضون للشمس وللهواء وكانوا سعداء النفوس.. سليمي الأبدان.. موفوري الصحة..!
إن الصحة هي أهم شيء في حياة الإنسان.. فإذا جلست إلى جانب إنسان صحيح شعرت بالبهجة والسرور وإذا جلست إلى جانب إنسان مريض مرهق فإنك تشعر بالتعب والمرض.. هكذا يقول أهل الاختصاص من أصحاب العلوم.. بل إنها تقول هذه العلوم أشياء كثيرة.. ولكن ما تقوله لا يزال مجرد نظريات تحتاج إلى البحث والتدقيق.. والله الهادي والمعافي..!!
- الرياض