كسيحٌ مسائي
وقلبي كسيرْ.
وقد «قتلتني بدونِ سلاحٍ»
فكنتُ الطليقَ الأسيرْ
أسيرُ ولي رغبةٌ في السماء
وبي شهوةٌ أنْ أحلّق
كيما أكون
وكيما أصيرْ..
كما كنتُ دوماً
كما أشتهي
مثلما يرتضيه الضميرْ.
ولي طيرُ حُبٍّ
يحطّ على القلبِ
ثمّ يطيرْ.
لماذا إذا جئتِ تأتي التواريخُ
تأتي القبيلةُ
يأتي رجالُ القبيلةِ
تأتي النساء
وتأتي رياحينها والحنينْ؟!
لماذا؟!
وقد كنتُ أطلبُ نوراً فلا تبصر العين إلا سناكْ؟!
لماذا أغنّيك مثل تنَقّل عصفورة: ها خطاك..
لماذا أرومُ غيوماً تظللني مثل روحٍ
أيا فتنة الضوء
يأتي عبورك
يا للحضور
ويا للملاكْ؟!
وقد كنتُ إمّا الوجوهُ اصطفتني
اختصرتُ الوجوهَ بوجهٍ كريمٍ كوجهك
كفٍّ نديٍّ ككفّكِ
تحنو عليّ فأنجو
ويرشِدُني القلبُ قلبُك
أدركُ من أين أدخلُ بابَ الجمال
وكيف أؤلف بوّابة الاحتمالِ
فتغدو كتاباً
وأدركُ أنّ بوسع الحياة المجيء
وأنّ اللجوءَ إليك انتصارٌ
بدون انكسارٍ
بلا غربةٍ
يا أنيسة روحٍ
إذا قلتِ للقلب هيّا تعال.
يقولون إني الفقير
ولا والإله
أنا الشاعر الحرّ والمتفرّد
أنا تعلمين الغنيّ الأبيّ
أحبّ الأماكن
والأرضُ لي
رغم وهم التشرّد والتيهِ
هذا اعتزازي
وهذا انتقائي: انتقيتُكِ
يكفي بأنّ الجمالَ جمالك
أن الصباحَ له لونُ خدّيكِ
أشجارُ عينيكِ
لونُ الجسد.
له في انهماري اكتنازٌ
يؤسّسُ في الأرضِ معنى المددْ
يمرّر للبحر أمواجهُ
ويعيدُ ابتكار اللغات
فتغدو الحروف إذا ما تنحّيتِ عن ناظريّ بدد.
هنا يا مليحةُ عندي جوابٌ
ومملكة الشعر تلغي الإجابات
تبغي السؤال
فكيف تطلّ عليّ الكروم
ويحضر رمّان تلك المدينة
بعض المشاة
وبعض الهواة
وهم يعلمون ولا يعلمون
بأنك بستانُ وردٍ
محيطٌ من الأرجوان.. البنفسج
سيلٌ من الأقحوان
وأنك تفاحُ أرضٍ كما تشتهيه الطفولةُ والطيبون
سلامٌ على الأرض يُورِثها من يشاء
سلامٌ على موطن الأكرمين
لتلك التي بالضباب احتوتني صغيراً
على السّدر والنبق مني سلام
وللعسل المنتقى في الجبال سلام
ونهر الطفولة ذاك اليعود إذا تعبرين
وإذْ تمطرين كما يمطرُ الطائفُ المستريح
بحضن الجبال
فيأتي الجمال
وتغدو الحياة بنا ألفةَ الفلِّ والوردِ والياسمين.
أعود فأدعو بأنْ يحفظَ اللهُ عينين
مهما يحلّ الظلام عليّ
على عتمةٍ ستنيرْ..
فسبحانه ها منيرٌ صباحي
وقلبي كبير..
أتكسرني محبطات الأمور؟!
أيكسرني الحزنُ لا
فلي شجرٌ وطيورٌ
ووجهٌ مليحٌ
ولي شهقةٌ وزفيرْ..
ولي غايةٌ في المقيل
ولي غايةٌ في المقال
ولي غابةُ الشعر
لي صيّبٌ ونميرْ..
ومهما تشّيّعت الناس من حولنا
ستبقين أنتِ الأميرةُ
أبقى الأميرْ.
mjharbi@hotmail.com