مَطَرٌ بكفِّ الرملِ ضَيَّعَ فَصْلَهُ
فَتَلَوَّنَ الأبَدُ المبارَكُ حَوْلَهُ
وَتَقَرَّأَتْني كلُّ أسْماءِ الشُّحوبِ
كأنَّني جَسَدٌ يُفَتِّشُ ظِلَّهُ
مُدُنُ الضَّبابِ تنامُ خلف أناملي
والعُشْبُ يَتْبَعُ في المسافةِ وَحْلَهُ
وتَأطَّرَ القدرُ المواري في دمي
صُبْحاً يبَلِّلُ في المرايا لَيْلَهُ
هل يَمْلِكُ القِدِّيسُ خُبْزَةَ حُلْمِهِ
لِيَضُمَّ أُفْقاً قد تَكَسَّرَ, مَنْ لَهُ ؟
لنَدَاوةِ الأشْجارِ جِذْعٌ مُبْهَمٌ
يدنو فَيَنْكَتِبُ الصِّراطُ الأَبْلَهُ
وصَعِدْتَ حَدَّ تَمَوْسُقِ الأشْياءِ في
رئتي ودونَكَ أُقْحوانٌ مُولَهُ
بالطينِ تَفْتَرِشُ المآتِمُ دَرْبَها
للتائهينَ ومن تَوَسَّدَ جَهْلَهُ
وتَسيرُ تَحْمِلُ في وريدِكَ طينةً
للفجرِ إذْ قَطَعَتْ نِبَالُكَ ذَيْلَهُ
يا أنتَ يا دربي المُشَقَّقَ بالعذابِ
دمي يبابٌ فاقْتَرِحْني حَوْلَهُ
كُوخٌ من القَصَبِ الضَّريرِ ولَهْفَةٌ
أُخْرى تُؤَثِّثُ في الزوايا شَكْلَهُ
والعابرونَ على المضيقِ يَضُمُّهُمْ
وَطَنٌ على نَقْشِ الضَّريحِ مُؤَلَّهُ
ويَنامُ كَاهِنُ سُورَةِ المعنى يَدَاهُ
تُعَوِّذانِ المَوْتَ حينَ اسْتَلَّهُ
خيطُ الحقيبَةِ في المدينةِ حَدْسُهُ
ضَمَأٌ وقِنْديلُ الغوايةِ أَبْلَهُ
حتى إذا عَبَثَ التَّعَرِّي في دَمِ
النَّجْوى مَضَى ضَوْءٌ ليَنْسُجَ قَتْلَهُ
مُذْ بَلَّلَ الدَيْجورُ أحْلامَ الصلاةِ
تَعَلَّقَ الثَّلْجُ المراوغُ فَصْلَهُ
وهناكَ كان الظِّلُّ يَبْتَكِرُ السُّكونَ
ليَلْتَقي عُشْبُ المدينةِ رَمْلَهُ
والكائِنُ الضِّلِّيلُ يَفْقَأُ في المَغَارَةِ
عَيْنَ عَتْمَتِهِ لِيَعْبُدَ عَقْلَهُ
ويُصَفِّفُ الإبريقُ ناياتِ الزجاجِ
ليَمْتَطي حَمَأُ البدايةِ خَيْلَهُ
هذا أنا نَزَقُ الرخامِ ولوحةٌ
خَرْساءُ تَسْتَجْدي المكانَ ونُبْلَهُ