تقديم المترجم: هذه ترجمة لمقالة بقلم الكاتبة الأمريكية كلوديا سميث، والمعروفة بمناهضة الحركة النسوية المتطرفة.. وقد نُشرت مؤخراً في مجلة (صالون دوت كوم). ونلفت النظر إلى أن مصطلح (قيادة) ومشتقاته عندما يستخدم منفرداً، يعود إلى قيادة السيارة (Driving) وليس قيادة الناس (Leadership).. وقد حاولنا تبسيط هذه المقالة قدر الإمكان وقللنا من طابعها (شبه الأكاديمي) حتى تصبح سلسلة وسهلة للجميع، حيث وضعنا كلمات إنكليزية بين قوسين، كذا سميث (Smith)، لكي تحيل القارئ إلى قائمة المراجع والمصادر الموجودة في نهاية المقالة والتي حذفناها لضرورة الاختصار ولأننا نظن أنها لا تهم القارئ العادي.
المرأة أسوأ من يقود السيارة
ربما من الأفضل الاعتراف في البداية: أنا حقا أكره قيادة السيارة. وبينما وصلت إلى تفاهم مع بعض العداوات الأخرى (التنظيف، والطبخ، والتزحلق على الجليد)، فإن كراهية قيادة السيارة بالذات لا تزال تضايقني لأنها كراهية لها أساس جندري وهذا ما سأحاول شرحه هنا لعلني أصل إلى تقبل لهذا الأمر الذي يزعج صديقاتي.
قيادة السيارة هي بلا شك وظيفة مهمة في مجتمعنا.. إذا لم نتمكن من القيادة، فسيكون من الصعب كثيراً أن نعيش حياتنا اليومية، من الذهاب إلى العمل أو توصيل أطفالنا إلى المدرسة والمشاركة في إنعاش الاقتصاد من خلال التسوق وغيره من الوسائل.. ولذلك، تعتبر قيادة السيارة جزءاً رئيساً من حياتنا اليومية.. ولكن بعض الناس، بطبيعة الحال، يقودون السيارة أفضل من غيرهم؛ فعلى سبيل المثال، المراهقون والشباب يملكون خبرة أقل من الراشدين الأكبر سناً والأكثر حذراً، ولذلك هم أكثر عرضة للوقوع في الحوادث من غيرهم. وهناك الكثير من الدراسات العلمية التي تدعم هذه (الحقيقة).. إضافة إلى أسعار التأمين على السيارات التي تؤكد الاستنتاج السابق.
ولكن مع ذلك، هناك سؤال واحد مهم للغاية عن ما إذا كان أو لم يكن هناك أية خاصية جوهرية عند بعض السائقين التي تجعلهم أسوأ في قيادة السيارة؟ وبالتأكيد، كل منا لديه فكرة عن الشخص الأسوأ في قيادة السيارة؛ فبعض الناس يعتقدون أن المسنين هم أسوأ في قيادة السيارة من الشباب، في حين يرى آخرون أن المراهقين هم الأسوأ كسائقين على الطريق.. وبعض الناس يشعرون أن هناك فرقاً جندرياً بين الجنسين في المهارة والسلامة عند قيادة السيارة. ومن الواضح عند النظر في المعطيات العلمية الحديثة، أن فكرة هؤلاء الناس بخصوص الفارق الجندري صحيحة؛ نظراً إلى وجود بعض الأدلة العلمية التي تدعمها كما سأوضح لاحقاً.
قد يكون هذا الفرق الجندري بين الجنسين مفاجئاً للبعض، لكنه في (الواقع) واضح للغاية.. ويبدأ هذا الفرق تماماً عند نقطة البداية، أي عندما يأخذ السائق اختبار القيادة لأول مرة. فوفقاً لدراسة حديثة كما تشير سميث (Smith)، فالرجال هم أكثر نجاحاً في اجتياز اختبار القيادة من المحاولة الأولى، مع إظهار مهارات قيادة متفوقة على النساء. النساء في لندن، وفقاً للدراسة نفسها تأخذن ما معدله 2.12 محاولة اختبار لاجتياز أم تحان القيادة والحصول على رخصة قيادة؛ بينما يأخذ الرجال ما معدله 1.87 محاولة فحسب. ووفقاً لأحد الأساتذة الذين يشرفون على اختبار القيادة، تحتاج النساء للكثير من التدريس، في حين أن الرجل العادي يلتقط المهارات الأساسية للقيادة بسرعة أكبر بكثير (Smith).
ولكن كيف نفسر وجود اعتقاد شعبي خاطئ عندنا معشر النساء في الولايات المتحدة بأن المرأة أفضل قيادة للسيارة من الرجل؟ حسناً، هذا الاعتقاد يستند -جزئياً- إلى بيانات (Data) مضللة ظاهرياً من شركات التأمين لم يتم تحليلها بصورة عميقة. فقد أثبتت دراسة حديثة أن سبب هذا الاعتقاد الخاطئ هو أنه عند وقوع الحوادث فإن الرجال هم في الواقع أكثر تقديماً للمطالبات (Claims) من النساء للتعويض من شركات التأمين، وبالتالي من الطبيعي أن تكون أكثر بيانات الحوادث عند شركات التأمين رجالية. وعلى مدى سنوات عديدة ساد هذا الافتراض الخاطئ أن النساء هن الأفضل في قيادة السيارة، بسبب العدد الأقل من المطالبات التأمينية طبعاً وليس بسبب مهارتهن.. وهكذا من الواضح أن بيانات شركات التأمين ليست مقياساً صحيحاً؛ فمن الممكن جداً أن المرأة -في الغالب- لا تقدم مطالبات (Claims) لشركات التأمين بنسبة الرجل نفسها بعد الحادث لأسباب عديدة ليس هدفنا مناقشتها (Dye).
في الواقع، تظهر البيانات الجديدة أن النساء اللواتي تقدمن مطالبة لشركة التأمين هن أكثر عرضة للحوادث المكلفة والضخمة، وبالتالي تقديم مطالبة كبيرة جداً وتسوية الحوادث الصغيرة والمتوسطة من دون تدخل شركة التأمين ربما -وهذا تخميني- حتى لا يعلم الزوج الذي هو غالباً عائل الأسرة (Smith).