متكئة على عنصري تحريض بارزين يتمثلان في العنوان ولوحة الغلاف.. تدفع الكاتبة السعودية «عطر الحكي» وهو الاسم الرمزي لها.. بكتابها الإبداعي الأول (بنات النعمة) الذي ضم ما يشبه الأبواب من حيث التقسيم معتمدة على التقسيم الرقمي المتسلسل لنافذة مشتركة تحمل اسم «من مفكرة صبية».
«بنات النعمة» الذي صدر عن دار الرمك للنشر ووقع في معرض الرياض الدولي للكتاب 2013م مؤخراً.. يعيد عبر بوابة الاستهلال رائحة «بنات الرياض» إلا أن المضامين تكشف عن اختلاف جذري فيما بين الرواية لدى «بنات الرياض» والكتابة الإبداعية القصيرة الحرة لدى «بنات النعمة» فيما لا يزال تحريض العنوان قائماً عبر مشترك المجتمع المخملي المترف في كليهما. الكاتبة «عطر الحكي» تثير عبر رمزية الاسم أسئلة التواري.. خصوصاً في زمن تتقلص فيها الرمزيات المستعارة حتى في مواقع الشتات فضلاً عن «السوشال ميديا» وفضاء التواصل الإلكتروني العام.. وعن (بنات النعمة) تقول المؤلفة: منذ عامين وأنا أتلو على نبضي بضع حروف، لم يطرأ لي على بال.. أن أشكو للنساء حال النساء، أو أن أحكي للرجل أمراً وهو من يرانا بقايا حصاد، ورثة من رجل آخر، بنات النعمة كانت فكرة تلت سؤالاً أتاني من صديقة خليجية التقيتها بسفر.. سألتني: لماذا يحسدوننا؟ وكانت تعني أهل المدينة التي كنا بهَا، ضحكت وقلت لها، كل ذي نعمة محسود، لم أقلها باقتناع، إنما رداً سانحاً أتاني وأظنني حفظته من أمي، لكنني كنت أتساءل.. هل النعمة هي المال فقط؟.
تضيف: عدتُ للغرفة وأنا أحمل سؤالي بتثاقل غريب.. وما هي إلا لحظات حتى مرت بي ملامح نساء يسكن بلادي، النساء في بلادي مجمدات بلا إشعار للإذابة في المجتمع.. مجمدات في التنقل وفي السفر بل وحتى في المرض، فإن لم تأتِ برجل يرضى لها أن تضطجع سريراً أبيض فلا علاج لهن عند طبيب ولا يقربوهن ذات وهن.. عرفت أن هناك مخلوقاً آخر غير الرجل والمرأة، رأيته سابحا في كوننا، وما إن اكتشفت أنه القلم أدركتُ نوراً جديداً، عرفت عظمة خالقي أن سمّى بِه سورة في كتابه، فجمعت ما كان في نفسي حيال مجتمعي ودونته حتى تمثل لي كتاباً.. قصصياً.. في هذا الكتاب.. أمكنة وحكايا.. تصور حال مجتمع نصفه الآخر معطل.. وفي الصباحية المباركة قصص تتطرق لزيجات تقليدية.. أنشأت أسراً بعضها تهشم وبعضها بصدد الحطام، وفي طياته ومضات حبٍ لم تكتمل لتتخلق شمعا بهيا..«بنات النعمة» وعبر أكثر من220 صفحة يتناول قضايا مجتمعية المرأة المحور الرئيس في أغلبها.. مثلما يبرز اعتماد الكاتبة على أسلوب الاقتباس القرآني في مواضع متعددة بل وتكاد تكون الملمح الأبرز في أسلوب «عطر الحكي» الكتابي.