ما كان لله من ود ومن صلةٍ...
يظل في زحمة الأيام موصولا
هذه الكلمات كانت لها صداها في مجتمعنا البعيد ولها معان جميلة عند أكابر عن أكابر ملؤوها حباً واحتراماً واعتزازا.. وهؤلاء الرجال درسوا القيم والمبادئ وعرفوا مغزاها وطبقوها على الأرض في القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والشارع.. وعلى سبيل المثال نقرأ سوياً بعضاً من أسماء الأوفياء أمثال: الشيخ عبدالله خياط، الشيخ محمد صالح قزاز، الشيخ عبدالله الخليفي، الشيخ عبدالعزيز بن صالح، الشيخ حسن آل الشيخ، الشيخ ضياء الدين رجب، الشيخ محمد نصيف، الشيخ عبدالعزيز السبيل، الشيخ محسن أحمد باروم، الشيخ حمد الجاسر، الشيخ سعيد كمال، الشيخ عبد الله بن خميس، الأديب عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيد، الأديب محمد العقيلي، الأستاذ محمد الحميد. هذه الأسماء الكبيرة الوفية، وهناك أسماء أخرى كثيرة معروفة أدت دوراً إيجابياً في المجتمع والبلاد، نصحوا الأمة بإخلاص وتفان وكانوا آباءً وإخواناً للصغار والكبار.
قد يقول قائل: أنتم تغنون بالماضي وتتشاءمون للحاضر والمستقبل، أقول: ليس كذلك فإنني أقارن بين رجال الأمس ورجال اليوم، فرجال الأمس كانوا مخلصين بأقوالهم وأفعالهم، وكانت لهم وقفاتهم بالسر والعلن، مع القريب والبعيد.. أما اليوم فإن المصالح والمادة طغت على التواصل والحب والإخلاص، رغم هذا فالأمة بخير وعلى خير وإن دثرت بعض القيم والمبادئ في زحمة (نفسي نفسي).
لذا أردد بين الفينة والأخرى أين أنت أيها الوفاء أين أنت أيها الوفاء؟؟
صدق الشاعر عدنان النحوي عندما قال:
ما كان لله من ود ومن صلةٍ
يظل في زحمة الأيام موصولا
يظل ريان من صدق الوفاء به
يغني الحياة هدىً قد كان مأمولا
كأنه الزهر الفواح روضته
هذي الحياة يمد العمر تجميلا
ما أجمل العمر في بر الوفاء وما
أحلى أمانيه تقديراً وتفعيلا
وما يكون لغير الله لا عجب
إذا تغير تقطيعاً وتبديلا
مكة المكرمة