الثقافية - عطية الخبراني
منذ أن بدأت وهي تراوح بين الغياب والحضور والاقتراب والابتعاد عن المشهد الأدبي والثقافي رغم قربها منه والتصاقها به، فقد لا نستغرب أن يولد الابن ضعيفاً إن كان الأب كذلك وربما كان أشد ضعفاً وهزالة.
الحديث هنا عن اللجان الثقافية المنبثقة عن الأندية الأدبية في المملكة، فقد ظلت هذه اللجان طيلة السنوات الأخيرة شبه تائهة ولا تجد طريقاً تتلمسه باتجاه النور، وحتى تكون الأمور في مواضعها الصحيحة فمن الإجحاف إسقاط فشل هذه اللجان وضعفها على اللجان وإداراتها المباشرة فحسب، بل يجب أن يتعدى الحديث إلى ذات الأندية التي انبثقت عنها، فلولا مطالبات أهالي تلك المناطق الدائمة بإنشاء مراكز ثقافية ينثر فيها المبدعون إبداعهم ويشاركون مع أبناء وطنهم في تشكيل الخارطة الثقافية لما استجابت إدارات الأندية لتلك المطالب ولظلت «القنفذة» كمثال شبه معزولة ثقافياً عن محيطها وعن بقية المناطق التي حظيت بأندية أدبية. إن الحديث هنا عن ضعف دور اللجان الثقافية وتواريها خلف الظل ليس دعوة بأي حال من الأحوال لتحويلها لأندية أدبية مستقلة فما في الأندية من مشاكل وصراعات كفيل بأن ينهي كل رغبة في المطالبة بالمزيد منها، لكن المتأمل في حال هذه اللجان يجد أنها أشبه ما تكون بحبر على ورق قلما نراه أو نسمع صداه. ربما ظلت هذه اللجان تصارع للحصول على استقلالها في ظل مؤسسة بيروقراطية لا تعترف بشيء سوى لغة الخطابات والموافقة والرفض والاجتماعات وتخصيص الميزانية لهذه الأمسية أو تلك الفعالية ولعلنا نعيد هذا الخطأ للائحة التي كان لزاماً عليها أن تنهض بدور هذه اللجان وتعطيها موقعاً أكثر فاعلية ودوراً أكثر إيجابية، وستظل هذه اللجان تراوح مكانها حتى تموت في ظل دعم ضعيف أشبه بالتقطير من مجالس إدارات الأندية وفي ظل لائحة ما زال الجدل حولها قائماً ولن ينتهي ما لم يعد النظر في الكثير من تفاصيلها وبنودها، ولعل الأندية انشغلت بصراعاتها الحقيقية والمصطعنة فبقيت هذه اللجان معلقة بين سماء الأندية وأرض اللائحة الوزارية. وتظل جهود القائمين على هذه اللجان مشكوراً إذ ربما شهدت بعض اللجان فعاليات مهمة وحضوراً متفاعلاً من أسماء مهمة في المشهد, لكن تظل السمة الغالبة على هذه اللجان هي السبات العميق والوهن البارز الذي لا يختلف عليه اثنان.