شاعر الحب والحرب الجاهلي، وأشهر ضحايا (التفريق العنصري) بين العشاق لعدم (تكافؤ اللون)، لو كان يعيش بيننا اليوم لما تجرأ أحد على ملكه، ولكن الأنباء تشير إلى تعرُّض (صخرته وعبلة) المعروفة بـ(عيون الجواء) بالقصيم، للتخريب والاعتداء من قِبل مجهولين!.
القضية شائكة، ويبدو أنّ هناك من يدّعي ملكية الأرض التي توجد بها (الصخرة التاريخية) المؤرّخة والمعروفة منذ ألف وخمسمائة سنة تقرياً، وهي من المعالم والآثار التاريخية التي توثق لحقبة زمنية مهمة للأجيال التي سبقتنا على هذه الأرض، وقد سجلتها ووثقتها (هيئة السياحة والآثار)، إلاّ أنّ الصور المُلتقطة يوم أمس للموقع (مُحزنة) على ذكريات أشجع العاشقين، لأنها تؤكد تعرُّض (المَعلَم) للاعتداء والتخريب، وهذا أمر جد خطير، ويجب البحث عن الفاعل، ومعرفة الأسباب والدوافع!.
مشكلتنا مع المعالم التاريخية والأثرية أننا للأسف لا نجيد تسويقها سياحياً (بشكل تجاري)، قد تكون هناك عوائق أو عقبات تسعى هيئة السياحة لتذليلها وتجاوزها، أو رسم خطط طويلة المدى للتوثيق والحصر وترتيب البرامج .. الخ، ولكن صناعة السياحة على مستوى العالم تؤمن بالسرعة، لأنّ عامل الزمن جزء من اللعبة التسويقية، سواء كان بعمق وطول السنين للموقع السياحي والأثري، أو بسرعة تهيئته ودخوله مضمار المنافسة، وهذا يتضح حتى في خطط الصيانة والترميم!.
قصة (عنترة وعبلة) وآثارهما مغرية جداً للتسويق السياحي، وملهمة للكثير من الناس حول العالم للوصول إلى هذا المكان وتتبُّع معالم الحكاية وتصويرها، ولكن ما نبحث عنه اليوم هو الفزعة لهذا البطل المغوار صاحب الأشعار والقصائد والمعلّقات، وملهم العشاق على مر العصور، فملكه يتعرّض للتهديد والاعتداء، وهو تحت الأرض رماداً!.
يجب على هيئة السياحة النظر في (طلائع قصره) بقصيباء، و(صخرته) بعيون الجواء، باهتمام أكبر للحفاظ على ما بقي من هذه المعالم الأثرية الضاربة في جذور التاريخ!.
أنا شخصياً لا استبعد أن يكون هناك من يملك (قصر عنترة وصخرة عبلة)، ألم تسمعوا أنّ ملعب جدة مملوك (لعائلة تجارية) رغم أنه مَعلَم رياضي منذ 30 عاماً!.
ولكن حتى يثبت الأمر يجب الحفاظ على هذه المعالم!.
يا (هيئة السياحة والآثار) أفزعوا (لعنترة)، فإنه ملك (الحب العفيف) وفارس قومه!.
وعلى دروب الخير نلتقي.