انقضت سنة 2014م بحسنها وسيئها، وكانت أيامها مليئة بالمفاجآت والأحداث عالمياً، ولكننا محلياً كنا ننام على حلم جميل، ونستيقظ على رتابة بانتظار التحسين والتغيير المحمود على جميع الأصعدة إلا من بعض المباغتات.
فعلى المستوى السياسي عصفت بدول الخليج أزمة اضطرت على أثرها بعض دوله لسحب سفرائها من قطر مما أصاب شعوبها بالصدمة، غير أن المملكة بثقلها وحكمة قائدها استطاعت إعادة المياه لمجاريها، رغم أننا كشعوب كنا ننتظر الاتحاد، ليس أوله توحيد العملة ولا آخره التنقّل بين دول الخليج كما التنقّل بين مدن الدولة الواحدة، وهناك طموحات أخرى ما زالت آمالاً ننتظر تحقيقها.
أما على المستوى الاقتصادي فإن انخفاض أسعار النفط ألقى بظلاله على ميزانية العام القادم، ونرجو ألا تزداد هبوطاً لكيلا تتأخر بعض مشاريع البنية التحتية المزمع تنفيذها والتي ينتظرها أبناء الوطن.
ولم يكن الوضع الصحي محلياً على ما يرام! فالصحة ما زالت مريضة؛ طالما فيروس كورونا يشكّل شبحاً شاخصاً يخطف بين الحين والآخر! وحيثما كانت الأخطاء الطبية طيفاً حاضراً يهدّد كل من ذهب لمستشفى، فإننا بحق نتوجّس خيفةً من أن تصبح المستشفيات ملاذاً آمناً ضد الأمراض وليست أحد أسباب الموت.
والمبهج على الصعيد الأمني هذا العام القضاء على بؤرٍ إرهابية كانت تخطط لتقويض الأمن، وكانت وزارة الداخلية بحق نجماً ساطعاً في سماء الوطن لاسيما في حزمها وإصرارها على القبض على المعتدين في حادثة الدالوة، وملاحقة رجالها البواسل للمتسلّلين ومروِّجي المخدرات وهي إنجازات أمنية تشعرنا بالطمأنينة والاستقرار.
ولم تكن وزارة العدل بعيدة عنها في تحقيق النجاحات المتوالية بإلغاء صكوكٍ لأراضٍ مغتصبة استحوذ عليها بعض ضعاف النفوس بالتعاون مع كتّاب عدل متراخين عن أداء واجبهم بأمانة، ووقوف الوزارة في وجه المعتدين يعد نجاحاً كبيراً وردعاً للباقين.
وإن كان قد مرّ هذا العام دون أن نشكو من الغبار الكثيف في الصيف، فإننا نخشى هزيمة مشاريع تصريف الأمطار في الشتاء! كما نعيش ورطة المرور في مدينة الرياض وحالة المخاض التي ننتظر أن تسفر عن مولود القطار؛ ذلك الحلم الأسطوري الذي يجعلنا نتحمّل إغلاق شوارع رئيسية وطرق أساسية.
وطالما حل العام الجديد 2015م فإننا نستقبله بأمل متجدد، ونحلم بعام يسوده الأمن والسلام على شعوب العالم، فكل إنسان من حقه العيش بكرامة واستقرار وراحة بال.
كل عام ووطننا وأهله أوفر خيراً، وقراء (الجزيرة) أكثر وعياً وأغزر معرفة.