لا أجد وصفاً دقيقاً لداعش غير (الثعبان الأسود) الذي توغل بين أنقاض الحروب واستبطن وسط كومة النزاعات وأنشأ ما يسمى تجاوزاً بـ(الدولة الإسلامية) وهي أبعد ما تكون عن سماحة الإسلام وتعاليمه التي جاءت رحمة للعالمين.
وفي حين تتعمق (داعش) أيديولوجياً بين الناس وتعبث بفكرهم؛ يقف العالم عاجزاً عن دحر ذلك الثعبان وقتله والقضاء عليه.. بينما يتمدد خطره ويتزايد الهلع منه، حتى وصل خطره لبلادنا حيث فقدنا الأسبوع الماضي -بسبب هذا التنظيم الإرهابي- عدداً من رجال الأمن وحرس الحدود، وأشد ما يؤلم هو قتلهم على أيدي أبناء بلدهم الذين ذهبوا لمواطن الفتنة والقتال وعادوا محملين بالكراهية والبغضاء ليفسدوا في الأرض، ويقتلوا أنفساً بريئة. وكان جديراً برجال حرس الحدود قتلهم عند الحدود بلا رحمة ولا هوادة فلا عهد لهم ولا ذمة.
وتبقى تلك النبتة الشيطانية تصدر الكراهية وتزرع البغضاء بين المسلمين وبين شعوب الدول الغربية التي تعبت عدة أجيال ماضية في محاولة نزع فكرة العداوة والبغضاء بين شعوبها والشعوب الإسلامية، وكأن كل ما بناه الأسلاف في الماضي تنسفه داعش في لحظة! وهو ما حصل في فرنسا بأعمال العنف التي بدأت بالهجوم من لدن الأخوين سعيد وشريف كواشي على صحيفة (شارلي ابدو) وأدت إلى مقتل 12 صحفياً، وانتهت بحصارهم مطبعة ومتجر للأطعمة اليهودية في باريس.
وبرغم أن المجرمين ينتميان إلى تنظيم القاعدة، إلا أن المعاون الثالث لهما أعلن أن ما فعله زميلاه هو ترتيب من داعش لاسيما أنهم أعلنوا مبايعتهم لأبي بكر البغدادي زعيم (داعش) وادعى أنهم يريدون الدفاع عن الفلسطينيين واستهداف اليهود. بحسب اتصاله بتلفزيون (b.f.m) مما يشير لوجود تنسيق بين تنظيمي «القاعدة» و«داعش». وكلاهما تنظيم إرهابي غارق بالدموية ومحرض على العنف.
وفضلاً عن ذلك؛ فإن أسوأ ما أنتجنه داعش الإرهابية هو (سبايا الخلافة)! والمتضمن سبي النساء واغتصابهن، في عودة همجية للتعامل مع المرأة كسلعة تباع وتشترى في سوق كأسواق البهائم! وهو انتكاس خلقي ونكسة إنسانية بالغة السوء، ولن تجعل للمسلمين طريقة للحوار ولا طريقاً للدعوة، حين يَصِمُ الغربُ المسلمين بوصمة الاغتصاب والرق والعبودية، في حين أن الله أخرجهم من عبودية البشر لعبادة رب البشر.
تباً لكم من تنظيم همجي متوحش!!.