إبراهيم بكري
الأمريكي كيث روبرت مردوخ إمبراطور الإعلام في العالم، الرجل الأول المتربع على عرش الإعلام صاحب النفوذ والسلطة والتأثير في خارطة الكرة الأرضية الإعلامية.
الملياردير مردوخ في 1998م كشف عن نيته شراء نادي مانشستر يونايتد أغنى أندية العالم في تلك المرحلة الزمنية.
وفقاً لبحث أعدته شركة الخدمات المهنية (ديلويت) في يناير 2015م نادي مانشستر يونايتد في المرتبة الثانية عالمياً بـ518 مليون يورو، بزيادة قدرها 85 مليون يورو عن الموسم الماضي عندما حل في المرتبة الرابعة.
معارضة جماهير الشياطين الحمر لشراء ناديهم حتى لا ينحرف مسار النادي، لأنهم كانوا يدركون أن قطب الإعلام الدولي مردوخ المهوس بالمال يرغب في استثمار ناديهم لنفسه مادياً أكثر من مصلحة الجماهير والفريق.
رضخت إدارة مانشستر يونايتد لمطالب الجماهير وألغت صفقة البيع ليتجرع «مردوخ» مرارة فشله، فماذا كانت النتيجة؟
الفريق الإنجليزي يتربع على عرش القارة الأوروبية بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، محققاً البطولات التاريخية الثلاث في ذلك الموسم 1998م، أنصار الشياطين الحمر هم سر هذا الإنجاز برفضهم بيع ناديهم.
جماهير النادي في كل العالم هم «الثروة» الحقيقية التي لا تقدر بثمن، وقيمة أي نادٍ في سوق الرعاية الرياضية تعتمد أولاً على شعبية الفريق جماهيرياً.
في الأسبوع الماضي حدث خلاف الفطرة الرياضية السليمة باستحقار «الجماهير»، خدش للكرامة والتشكيك في وعيهم ووصفهم بالجهل في المستديرة!!.
تمرد رئيس نادي النصر فيصل بن تركي على جماهير ناديه العظيمة التي يشهد لهم الجميع بـ»الوفاء» في تصريحه بعد لقاء نادي الشعلة تعليقاً عن عدم حضورهم قائلاً:
(سؤال هم فنيون، مدربون ما لك دخل في المستوى؟؟ لم يكتف رئيس النصر بذلك في السخرية من جماهير ناديه مضيفاً:
اقعدوا في الاستراحات حللوا المباريات!!).
هذا التصريح كان سبباً في غضب جماهير الشمس لشعورهم بأن رأس الهرم في ناديهم لا يقدرهم ولا يعترف بحجم دورهم وتأثيرهم في دعم الفريق طيلة السنوات العجاف حتى عاد العالمي لمنصات التتويج.
لا يبقى إلا أن أقول:
الذاكرة الرياضية السعودية لا تنسى ما فعلته جماهير النصر في عام 2011م عندما رفعت الكرت الأحمر في وجه رئيس النادي الحالي وهي تردد بصوت عالٍ:
ارحل.. ارحل.. ارحل..
الجماهير لا تريد رئيساً يقول لهم دفعت ملايين هم يحتاجون لشخص يحترمهم لا أكثر.
يا «كحيلان» اعتذر لهؤلاء الأوفياء قبل أن يغضبوا مرة أخرى، فالكروت الحمراء ما زالت في أيديهم.. اعتذر لهم يا كحيلان حتى لا يكون مصيرك مثل «مردوخ» .
** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميلٌ بروحك. وشكراً لك.