محمد بن حمد البشيت
قلت هنا في مقال سابق بعنوان «عاصفة الحزم والروح المعنوية»، إن عنصر المفاجأة أحدث وقعاً مؤثراً في الوجدان العربي, إن كان على مستوى الشعوب أو فيما طُرح من آراء في الصحافة العربية وفضائياتها، والطرح المؤيد للدور السعودي الكبير وحلفائها في إدارة رحى المعركة الجوية بالحرب على الخارجين عن الشرعية اليمنية.
فمن خلال هذه الأطروحات الإعلامية النزيهة والأمينة تبين أن الكل يهلل لانبثاق قوة عربية خليجية يجب استثمارها في تأسيس جيش عربي قومي لدرء مخاطر الحروب عن أوطانهم.. الآن نحن أمام عدو ظاهر للعين يتمسح بمسوح الإسلام ومثير للقلاقل والفتن ألا وهي طهران الصفوية, نسبة لإسماعيل الصفوي المؤسس للدولة الصفوية المتمثلة بملالية طهران المتشددة الناهجة على نهج الخميني ومن تلاه كالمرشد الضلالي علي خامنئي وبقية الصفوة الصفوية.
ماذا نريد بعد توقف عاصفة الحزم؟ ذلك هو السؤال الذي نوجهه لقادة الخليج والقادة العرب.. نريد في أن يستيقظ العرب من سباتهم الطويل ويرتفعوا عن خلافاتهم وينظروا ماذا حل بأوطانهم بعد الخريف العربي من فوضى أهلكت أوطانهم وشعوبهم, نتيجة تفرق شملهم وضعف شأنهم. ووجود أطماع غربية وأمريكية بالتحالف مع إيران لتكون شرطي المنطقة العربية. وإنني لا أستبعد اليد الخفية الأمريكية بما حدث باليمن. لولا قيام عاصفة الحزم.
لا تنهض الأوطان إلا بقواها التنموية الاقتصادية والسياسية والعسكرية. ومن هذا المنطلق تكون بمنزلة ثقل عالمي مرموق, يحسب لها ألف حساب في الموازين الدولية.. فلعل الأمة العربية تنهض من كبوة التقهقر والتشتت, وتستعيد بناء قواها بسواعد شعوبها, فعنصر التنمية البشرية هو الأهم في خلق مناخات علمية مؤثرة لعلماء متخصصين في المجالات البحثية كافة التي تحتاجها الأوطان. واستدعاء علماء العرب الفارين من بلدانهم للعمل في أمريكا وأورباء, وتهيئة المتطلبات اللازمة لهم للمساهمة في خلق الأجيال الجديدة التي ستشارك بمواكبة النهوض والتطوير بأوطانهم، فالشباب عماد الأوطان، متى وجدوا الرعاية والتوجيه السليم. فما زال لنا أرث وتراث عربي إسلامي مهمل, استقى منه الغرب في علومه وصناعاته التي استنبطها من حاضرة علومنا وثقافاتنا. فيجب استرداد حقنا السليب بالعمل الدؤوب إذا أردنا النهوض من جديد.
لو استدعينا التاريخ واستنطقناه عن العرب لوجدنا أحاديث البطولات والفتوحات الإسلامية المجيدة عبر العصور الغابرة التي جعلت من الأمة العربية أمة مرهوبة الجانب بقوتها الضاربة بالمدن والأمصار في أنحاء العالم, وفرضت شروطها على المدن والأقاليم التي خضعت لإرادة العرب تحت رأية الإسلام الحق.. الذي لا تشوبه شائبة.. تدرون لماذا كل هذا؟. لأن النوايا الصادقة تدافع باستماتة عن أوطانها.. وعندما استهنا بأنفسنا استُهين بنا.. ابتليت دول عربية بحكم عسكر طغاة خونة متضامنة مع أمريكا والغرب فتجزأت الدول العربية بين معسكرين شرقي وغربي. وعثاء الفساد بالأوطان دمرت بناه الأساسية فكانت كالخراب اليباب!!
أفيقوا يا عرب.. لا يخفى عليكم ماذا يحدث ببلدانكم ليجعل منها كانتونات ممزقة وضعيفة تعيش على الهامش بينما أمريكا والغرب يقتات من خيراتها الجمة الموجودة بكل وطن عربي.. انهضوا مجتمعين كأمة عربية تذود عن أرضها وعرضها ومقدساتها. أنفضوا عن كواهلكم زمن الرخاء والتمدد والنوم بالعسل قد ولى زمانه.. نحن في زمن الأقوياء، فالقوي هو الذي يثبت وجوده ويرهب أعداءه، فكونوا أقوياء مرهوبين الجانب كأمة واحدة تخيف البعيد قبل الغادر الدنيء الصفوي. والذي لولا عاصفة الحزم لأصبحت جزيرتكم (جزيرة العرب) بمثابة كماشة بيد الصفوية الملالية، ما بين عراق ويمن.. فما يحدث باليمن حالياً درس وعضة لكم، فضلاً عند دروس فشلتهم في استيعابها بما حدث بالعراق وسوريا العربيتين. وجزر الإمارات الثلاث المغتصبة عنوة من قبل بلاد فارس. فالأخطار تحيط بوطنكم العربي من كل حد وصوب. اللهم أمناء بأوطاننا.
أخيراً لا زلت أتمثل بقول الشاعر العربي نادر عواد:
إلى دعانا ملكنا حامي الهيه
حنا هل الفعل من تاريخ الأجدادي
أنخا جميع العرب قومة ألوهية
والنصر والعز للإسلام ينقادي
وتحية له إذ حقق أهداف عاصفة الحزم وبدأ بقرار منه وإخوانه دول التحالف بعملية إعادة الأمل.