أ. د.عثمان بن صالح العامر
يحظى القرآن الكريم في بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية بالعناية والاهتمام تعلماً وتعليماً، تلاوة وحفظاً، تدبراً وفهماً، ولا أدل على ذلك من انتشار مدارس تحفيظ القرآن الكريم في جميع مناطق المملكة وتخصيص مكافأة شهرية لطلابها وطالباتها، فضلاً عن وجود حلقات التحفيظ في المساجد والدور، وإقامة مسابقات بين الحفظة المواطن منهم والمقيم في جميع مناطق المملكة، وعلى المستوى الوطني والدولي، التي من أشهرها على الإطلاق مسابقة الملك عبد العزيز الدولية، وجائزة الملك سلمان لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره للبنين والبنات. ومن هذا الباب ولما يوليه ولاة الأمر من اهتمام وعناية ورعاية وتشجيع، جاءت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل على إقامة مسابقة الشيخ حمود المرشد للحفظ التي تنظمها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة حائل ممثلة بإدارة مكتب التربية والتعليم بمحافظة الغزالة، مدرسة متوسطة تحفيظ القرآن الكريم في مدينة الروضة، ويشارك فيها جميع المدارس التابعة لمكتب التربية والتعليم بمحافظة الغزالة.
لقد وُلد صاحب الجائزة فضيلة الشيخ حمود - رحمه الله - عام 1366 للهجرة، ونشأ وترعرع في الروضة، هذه المدينة الواقعة في جبل رمان القابعة جنوب حائل والتي عُرف أهلها بالولاء لولي الأمر، والتمسك بالدين القويم، وحب الخير والصلاح والإصلاح والعلم والكرم والوفاء وما زالوا على ما كانوا عليه يتوارثونه جيلاً عن جيل.
- توفي والد الشيخ حمود الذي كان أميراً للروضة في عهد المؤسس البطل جلالة الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وهو في سن الطفولة.
- درس القرآن الكريم في سنواته الأولى على يد خطيب هذه المدينة الشيخ عبد المحسن عامر محمد العامر رحمه الله.
- درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الإمام مالك بمدينة الروضة.
- التحق بالمعهد العلمي بمدينة حائل لمدة خمس سنوات.
- زاول مهنة التدريس بمدارس الأبناء الابتدائية بمدينة الرياض التابعة لوزارة الدفاع والطيران لمدة ثلاث سنوات.
- التحق بكلية اللغة العربية وكلية الشريعة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- التحق بالمعهد العالي للقضاء وأنهى دراسته بالمعهد عام 1399هـ.
- حصل على شهادة الماجستير عام 1399 هـ.
- عُيِّن قاضياً في عام 1399هـ.
- تولى جمعية الروضة الخيرية عام 1407هـ.
- أسند له رئاسة المجلس الفرعي لأوقاف منطقة حائل، ورئاسة وعضوية اللجنة الاستشارية التابعة لوزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
- أسند إليه في عام 1415هـ مهام رئاسة لجنة تحسين مدينة الروضة بالنيابة.
- في 18-3-1433هـ انتقل - رحمه الله رحمة واسعة - إلى دار البرزخ بعد معاناته مع المرض سنوات من عمره.
- شخصياً عرفت هذا الرجل قبل أن أجاوز العاشرة من عمري، وكانت أولى رحلاتي إلى مكة المكرمة وأنا ابن الحادية عشرة بمعية والدي وصحبة صديقه ومحبه الشيخ حمود رحمهما الله.
- كان طوال عمره زاهداً ورعاً، عابداً متنسكاً، مجتهداً في إسداء المعروف، وبذل الخير والنصح للناس والقرب منهم والوفاء لهم.
- لقد رُزق رحمه الله ولداً صالحاً، وهذه إحدى الثلاث التي تبقى للميت بعد رحيله من هذه الدنيا، كما أخبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة الذي أخرجه مسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو له، أو علم يُنتفع به».
- أبارك للفائزين بهذه الجائزة، وأسأل الله لها النجاح والاستمرار.
- شكراً لمن بارك وحفز، شكراً لمن تبرع ودعم، شكراً لمن تابع ونظم، شكراً للجزيرة، الجريدة التي ترصد الحدث وتهتم به في أي جزء كان من أرض وطننا المعطاء المملكة العربية السعودية، والدعاء للشيخ حمود المرشد ولوالدي ولموتى المسلمين جميعاً بالرحمة والمغفرة، وإلى لقاء والسلام.