سعد الدوسري
بقلق شديد، وبانتظار أخبار مفرحة، سأله:
- هاه، بشّر؟!
ومن الطرف الآخر، سمع الإجابة من خلال هاتفه المحمول:
- إن شاء الله خير.
- ما رد عليك الرجال؟!
- رد علي، بس قال يبغى له شوية وقت.
- وقت؟! أي وقت؟! باقي على العيد يومين.
- ما باليد حيلة، أنت طلبك صعب، مين يلقى اللي تبغاه هالأيام؟!
- كيف يعني؟!
- الطيور طارت بأرزاقها. كثير ناس يبغون نفس الطلب، والدعوى أنت خابر.
صمت لبرهة، ثم أضاف:
- تبغاني أشوف إذا عنده غير اللي طلبته؟!
- لا، لا، ما أبغى إلاَّ اللي طلبته منك.
يسمع تنهيدة طويلة:
- عموماً، أنت جهّز فلوسك كاش، ونشوف آخرتها مع هالرجال.
أرجو ألاَّ يذهب بكم هذا الحوار إلى مذهب بعيد. فهو ليس بين مدمن مخدرات ومروج. إنه حوار بين مواطن وموظف بنك، لتدبير مبلغ ألفي ريال، من فئة الخمسات الجديدة. وذلك لأن الأطفال يفرحون بأوراق النقد الجديدة، ويعتبرونها عيدية حقيقية، وما عداها للأيام التي لا تصل إلى مرحلة أيام العيد.
ومن أجل ذلك، فإن الحصول على أوراق نقدية جديدة من فئة الخمسة ريالات (وهي الفئة المطلوبة أكثر)، يتطلب عملاً منظماً وسرياً، وفيه من التضحيات الشيء الكثير، لكيلا تبدو أمام الأطفال، وكأنك لم تبذل جهداً حقيقياَ لإسعادهم.