فهد بن جليد
معايير بعض الفضائيات العربية لتقيد (بالذوق العام) غير مفهومة، بدءا بما تعرضه من برامج ومسلسلات تحوي مشاهد (ساخنة) والدنيا حر، ووصولاً لتنافس بعض هذه الفضائيات على (شخلعة) ملابس مذيعاتها، في النشرات الجوية وغير الجوية..!
يا خوفي أن أصحاب هذه المحطات أخذوا (بفتوى) لداعية مصري أثار (الرأي العام) قبل سنتين، عندما صرح بعدم ممانعة عرض بعض المشاهد التي وصفت (بالإباحية) ضمن (شاشة السينما)، في حال كانت ضرورية (للحبكة الدرامية)، كما يقول سي (الشيخ الباشا) نفع الله بعلمه..!
بل إنه زاد بأن (القران الكريم) ذكر في (سورة يوسف) كيفية الإغراء الذي تعرض لها من امرأة العزيز، ولكنه صبر، وصمد وتحمل حتى لا يعصي الله، وقال (المذكور) أنه يرى أن المشاهد التي تعرض في السينما كذلك (هادفة)، وقد تكون ضمن قصة درامية تُبعد في النهاية عن المعصية..؟!
بعض الفنانين رحبوا بهذه التصريحات الغريبة وغير المنطقية، والتوجه المخالف على اعتبار أنهم دائما ما يوصفون بدعاة (الرذيلة) والمروجين لها، أم هذه المرة فيبدو أن الفن بات يُفهم بشكل أكبر من مختلف التيارات على حسب قولهم..!
(الدعاة المصريون) العقلاء، رفضوا مثل هذه التصريحات وعابوا نقلها، مؤكدين تحريم كل ما يُثير (غريزة الإنسان) وأنه لا يجوز نشره أو بثه لما له من مخاطر واضحة ومثبته بالدليل القاطع!
يبدو أن الآية انقلبت رأساً على عقب، فالدراسات الإعلامية الغربية الحديثة هي من تدعوا الآن، لاستبعاد أي مشاهد (ساخنة) من الشاشة العائلية، بل تحذر من أن الاختلاء (بامرأة أجنبية) أو جذابة حتى لو بمشاهدتها عبر (شاشة التلفزيون) وأنه مُضر والعياذ بالله، وقد يؤدي لارتفاع هرمون (الكورتيزول) مما يُصيب الجسم بالإجهاد، والضعف، وقد يصل الأمر إلى ارتفاع الضغط، والسكر، وأمراض القلب كما قال علماء في جامعة (فلانسيا)..!
لسان (المشاهد العربي) يقول (دانا غلبان)؟ على طريقة سرحان عبدالبصير، عندما كان شاهداً (ماشافش حاجة)؟!
فهل يتوكل على الله ويُشاهد؟ أم يسمع كلام الله ولا يُشاهد؟!
الخواجات يدعون لضرورة شطب (المشاهد المثيرة)؟ و(سيدنا الشيخ) لا يمانع من مشاهدتها، وتأملها للفائدة والإصلاح، كنوع من الفن وحبكاته..؟!
يعني هي حبكت (يا مولانا)..؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.