عبدالله العجلان
مشكلتنا مع الألعاب المختلفة ومع ألعاب القوى تحديداً، أننا ننساها تماماً ولا نتذكرها ونتحدث عنها إلا في أيام وربما في ساعات معدودة، أثناء إقامتها على المستوى القاري أو العالمي، وما حدث مؤخراً في بطولة العالم في الصين بعد تألق البطل يوسف مسرحي وتحقيقه رقماً آسيوياً جديداً في سباق 400م، ليصبح ضمن أفضل 11 عدائي العالم في هذا السباق على مر تاريخ ألعاب القوى يؤكد هذا الأمر، من خلال حجم المتابعة والتفاعل والتعاطف معه إعلامياً وجماهيرياً في الأيام الأربعة التي سبقت موعد النهائي، لكن بمجرد انتهاء السباق وتراجعه إلى المركز الثامن، بعد أن كان مرشحاً لإحراز إحدى الميداليات الثلاث، رأينا كيف توقف كل شيء، وبالذات على الصعيد الإعلامي، فلا أحد ولا وسيلة إعلامية ناقشت ظروف وأسباب هذا التراجع، لماذا وحده البارز والمتميز في البطولة؟ أين الدعم الحكومي والأهلي لألعاب القوى (أم الألعاب)؟ أين التغطيات والحضور الإعلامي وبالذات التلفزيون السعودي والقنوات والبرامج الرياضية المحسوبة علينا؟ لماذا تقوم بهذه المهمة وتتولى دور التحفيز قنوات ووسائل إعلام أخرى غير سعودية؟..
يحز في النفس أننا تفرغنا رسمياً وإعلامياً وجماهيرياً لممارسة صخب كروي مستمر، يتصاعد ضجيجاً وتهوراً يوماً بعد آخر، فيه من الصراعات والإيذاءات والملاسنات الشيء الكثير، والأسوأ والأخطر (وهنا مربط الفرس) أن الجهات الرسمية والمعنية انشغلت وصارت تتجاوب وتتأثر في قراراتها وتعاملاتها وحتى خططها وأفكارها مع هذا الواقع المؤلم، كنا نتمنى أن تدع الكرة وهمومها ومشاكلها لاتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين، ويتركز اهتمامها وجهودها على دعم اتحادات هذه الألعاب مادياً وإدارياً وإعلامياً، وتفعيل دور البنوك والشركات والتي ظلت تتذرع بعدم رعاية الأندية الرياضية حتى لا يؤثر الميول على عملائها..
فيما يتعلق بألعاب القوى، كنت دائماً أتساءل: ماذا لو لم تحظ منذ سنوات طويلة بحرص ومتابعة وتضحيات وعشق الأمير نواف بن محمد؟ تخيلوها كما الاتحادات الغائبة والمنسية والمتدهورة كالسلة والسباحة والتنس الطاولة؟ الأمر الذي يجعلنا نطالب اللجنة الأولمبية السعودية بإجراء تقييم موسمي لكل اتحاد، خططه برامجه مسابقاته نتائجه ومخرجاته عبر الأندية والمنتخبات, والابتعاد عن اختيارات (المجاملة) التي أضرت بكثير من الألعاب ودمرتها بشكل فاضح ومؤسف يختلف تماماً عن تألقها وشهرتها وشعبيتها وانتشارها في سنوات ماضية..
سر النصر!
فجأة تغير كل شيء في فريق النصر، الرئيس لا يبالي، المدرب فاشل، اللاعبون متخاذلون، الأجانب مقالب، إداري الفريق ضعيف، أقول فجأة بالنسبة لمحبي وجماهير النصر الذين ظلوا إلى ما قبل السوبر يراهنون على الفريق ولا يرون أي نقص أو عيب فيه، وهذا بالطبع يخالف واقع الفريق وخصوصاً في الموسم الأخير الذي لم يكن فيه مقنعاً كما كان في الموسم قبل الماضي..
وللمعلومية فإن هذا التحول في القناعات لا يقتصر على النصراويين وحدهم بل يشمل جماهير ومحبي وحتى إعلاميي جميع الأندية، كونه مبني أساساً على العاطفة وعلى نوعية المنافسة، وأعني بذلك حينما يخسر الفريق بطولة أو ربما مباراة من غريمه التقليدي، في حين أن المتابع والمراقب المحايد والموضوعي سيجد أن النصر عانى في الموسم الماضي في كثير من مبارياته المحلية، وغادر أبطال آسيا مبكراً ومن دور المجموعات، إضافة إلى تأثره بتغيير الجهاز الفني في معترك الموسم، زد على ذلك أن كثيراً من إعلامييه انشغلوا عن فهمه على حقيقته وإخفاقه آسيوياً بقضايا جانبية، وفي مناوشات وحروب كلامية مع أندية أخرى، بدليل أن لا أحد تحدث عن مستوى المدرب ديسلفا ولا عن إمكانات المدافع محمد حسين إلا في الأيام الأخيرة..
كثير من الأندية تذهب ضحية التعاطي العاطفي الإعلامي والجماهيري مع مشاكلها وسوء تقدير واقعها، فترمي فشلها بسبب أعداء وهميين وباتجاه أطراف غير مسؤولة ولا تكتشف أخطاءها الا بعد فوات الأوان، وبعد أن يصبح التعديل والتصحيح مكلفاً وصعباً وأحياناً مستحيلاً..
من الآخر
- على الهلاليين بقيادة الخبير والمحنك الأمير نواف بن سعد التعامل مع كوارث الاتحاد الآسيوي التحكيمية والانضباطية، عبر القنوات الرسمية وبطريقة تضمن عدم تأثير ما يجري على أداء وأجواء الفريق في المرحلة القادمة الحاسمة..
- يعجبني الأمير فيصل بن تركي في ترفعه عن الإساءات التي باتت توجه له بشكل مستفز ومقزز، كما لا تنفع النصر بقدر ما تزيد أوضاعه سوءاً وإرباكاً وتوتراً..
-من المؤسف أن تنحدر لغة وتفكير وأسلوب بعض أعضاء الشرف والإداريين والإعلاميين إلى مستوى متدنٍ يشوه صورتهم ولا يليق بمكانتهم، جعل منهم أضحوكة بدلاً من أن يكونوا قدوة.