سامى اليوسف
سياسة الهروب الى الأمام لا تجدي نفعاً في حل المشكلات، وعلاج العلات، بل إنها تزيد من تفاقم الأوضاع سوءاً، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم للأسف لا يتطور، ولا يوجد حلولاً لمشكلاته التي باتت ماثلة للعيان، وظاهرة بشكل مزمن، ولكن مسؤولية يهربون بتنظيرهم، وأبواقهم إلى الأمام تاركين المشكلات ورائهم كالمخلفات تفوح رائحتها، فتزكم الأنوف. المصائب لا تأتي فرادى، فالوضع التحكيمي يزداد سوءاً من مباراة لأخرى، ومن بطولة إلى ثانية دون أن نلمس تطويراً ملحوظاً، أو محسوساً من قبل لجنة الحكام الآسيوية ، فمنذ موسمين ، والأخطاء تتكرر بذات السيناريو، والجميع متضرر، وأخذت هذه الأخطاء تستفحل في درجة خطورتها، وتأثيرها دونما علاج. تباين، وتضعضع لجنة الانضباط، وانتقائيتها في القرارات، والمواقف بات محط تندر المتابعين، وأطراف المنافسة، فالخطأ الذي وقع به جمهور الهلال السعودي لا يقارن البتة بفداحة الخطأ ونوعيته وحجمه الذي وقع من الجماهير الإيرانية، ومع ذلك غاب القرار التعزيري عن الإيرانيين، وحضر مع السعوديين! يعتدي الجمهور الماليزي على نظيره الفيتنامي بشهادة النقاد والمتابعين الى حد أن يعتذر وزير الرياضة الماليزي للفيتناميين ، ويمر هذا الاعتداء دونما قرار رادع يستأصل الخطر من جذور المخالفين ليتكرر بالأمس بصورة أشنع، وأفضع في مواجهة الأخضر وماليزيا وفي ذات الملعب .. وهنا نتساءل عن دور المراقبين، والتنظيمات الإدارية، والأمنية الاحترازية التي يفترض أن يؤمنها الاتحاد الآسيوي لضمان سلامة اللاعبين، والمدربين، والإداريين، والجمهور الحضور.
إن تكرار الأخطاء، وبدرجة أشد خطورة، وفداحة يعني عدم اكتراث ، أو اتخاذ قرارات تحفظ للمسابقات الآسيوية نزاهتها، وعدالتها، وسلامتها، وأمنها .. لا شك أن الاتحاد الآسيوي شريك بل ومسؤول مسؤولية كاملة عما يحدث في ملاعبه من تجاوزات تفسد متعة وعدالة كرة القدم. نحن نتطلع لحلول فعالة، وخطوات حادة، فالكلام مثل المسكنات لا يعالج كدواء ناجع، وقاطع لدابر الألم .. بل يزيد من المعاناة، والتكاليف.