د. فهد عبدالرحمن المليكى
منهج الدبلوماسية السعودية يتميز بكم كبير وهائل من الإنجازات السياسية والعلاقات الدولية والمساعدات الدولية المملوءة بالمحبة والمصداقية في فن التعامل الدولي.
فقد بدأت هذه المسيرة منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي أسس هذه العلاقات بهدف الاتصال المباشر والشخصي كدبلوماسية عامة لخدمة، وبناء الإنسان السعودي في مجال العلاقات الدولية رفيعة المستوى مع الشعوب المختلفة ثقافيا حول العالم.
وعلى هذا الأساس اتسمت السياسة الخارجية السعودية بمسيرتها طوال السنوات الماضية بالقوة والتوازن والوضوح على المستوى الدولي بهدف السلام العادل في المجتمع الدولي.
ومن خلال مشاركتي من ضمن الوفد الإعلامي السعودي المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية والاجتماع مع فخامة الرئيس الامريكي أوباما في البيت الأبيض، واشنطن، أثبتت هذه الزيارة قوة العلاقات بين البلدين ونقلة نوعية في الشراكة والتطورات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة الامريكية وتدعيم الدبلوماسية السعودية لخدمة الاستقرار الأمني والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
كذلك، أدركت الولايات المتحدة الامريكية بأن منهج المملكة العربية السعودية الدبلوماسي بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واضح، مثل الكتاب المفتوح تجد في فصوله المعاني المفهومة والشرح البسيط الذي يدل على الإخلاص في التعامل مع القضايا السياسية.
كما أدركت بأن المملكة العربية السعودية تعد من الدول ذات الوزن والثقل العالمي، وعضواً مهماً وأساسياً في المجتمع الدولي، حيث إنها تملك قوة سياسية وقوة دينية مؤثرة في صنع القرار السياسي والمتغيرات الإقليمية والدولية المتعلقة بالقضايا العربية والإسلامية؛ بسبب مكانتها المرموقة وعلاقاتها الفريدة مع معظم دول العالم، مما أعطاها فرصة المشاركة في صنع القرار الدولي، وقد ساعدها موقعها الديني أن تحظى بمكانة خاصة ومصداقية في قلوب المسلمين الذين يسكنون أنحاء العالم.
ومن خلال مرئياتي وتحليلي الشخصي عن هذه الزيارة، أستطيع التركيز على ثلاثة أهداف:
1- زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - يحفظه الله - الى الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة السلام والاستقرار في الإطار السياسي والأمني بين الدول العربية المجاورة، حيث تحملت المملكة أعباء كثيرة من أجل حل القضايا العربية مع تجسيد، قيم العدالة والحق والسلام كما حدث في عاصفة الحزم التي لعبت دورا كبيرا في إنقاذ وخدمة الشعب اليمني والمحافظة على القيادة الشرعية واسترجاعها من سيطرة الإرهابين الحوثيين.
2- بناء شراكة استراتيجية اقتصادية لخدمة المصالح التجارية مع توثيق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
3- أثبتت المملكة كعضو مشارك وفعال في هيئة الامم المتحدة في تطبيق الاعراف الدولية المتعلقة في حفظ حقوق الإنسان واحترام المواثيق الدولية والسياسية بكل صدق وإخلاص وبشكل فعال والالتزام والمصداقية في تنفيذ الاتفاقيات الدولية على مختلف المستويات التي تدعم السلام العادل والصادق في المجتمع الدولي كما حدث في دولة اليمن.
ولم تتوقف المملكة عند هذه الأهداف، بل قامت بالمساعي الدبلوماسية والضغوط السياسية الهادئة والإيجابية والمشاركة الفعلية العسكرية من أجل صيانة الأمن والاستقرار والسلام بين الدول العربية، بهدف البناء والرفاهية ومساندة الحق والعدل في كل مكان وزمان من العالم.
ومن هنا أستطيع القول: نجاح زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أعطت المملكة العربية السعودية المملكة بقيادتها الفريدة في منطقة الشرق الأوسط الثقة العالمية في صنع القرار السياسي والعسكري، لدعم مسيرة السلام عن طريق تأييدها، للحرب العالمية ضد الإرهاب الدولي، ومحاولة إيجاد الحلول السياسية المناسبة لإنقاذ اليمن من الدمار السياسي والوقوف ضد الإرهاب والتدخل عسكريا ضد الارهابين الحوثيين-، ومشاركة وتقوية الروابط بين دول مجلس التعاون الخليجي في جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، والحرص على دعم المجلس واستمراره واستقراره لخدمة المواطن الخليجي في المنطقة.
فالدبلوماسية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تنمو بسرعة إيجابية في مجال العلاقات الدولية والاستراتيجية الدبلوماسية والعسكرية مع الدول عامة، حيث إنها تسير على أسس وخطط عريضة إيجابية وأفقية خاصة في صنع القرار السياسي الذي يشمل الحزم و القوة في تنفيذه، لهذا برزت المملكة العربية السعودية في أدوارها الحيوية كدولة عريقة في منطقة الشرق الأوسط تاريخياً وتملك القوة الاقتصادية والعسكرية للدفاع عن مصالحها عند الأزمات السياسية أو العسكرية وصادقة في أفعالها وقراراتها من أجل السلام في المنطقة, لهذا نجد معظم الدول العربية والصديقة يحترمون مواقف المملكة العربية السعودية السياسية اتجاه القضايا العربية والإسلامية.
ومن ناحية أخرى فأسلوب الدبلوماسية السعوية فيما يخص التعامل الدولي يعد نموذجاً خاصاً بها، حيث إنها تتصف بالهدوء وعدم التسرع في اتخاذ القرارات العشوائية، خصوصاً في القضايا الدولية أوالعربية إلا بعد دراستها وتحليلها من جميع النواحي.
ومما لا ريب فيه، فالمعروف عن المملكة أنها دولة تدعم الأمن والاستقرار بمصداقية واضحة بهدف البناء والتحرك في اتجاه عمليات السلام.
فالعلاقات الدولية والدبلوماسية السعودية بالمنهج الجديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز،وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أصبحت ذات قاعدة قوية وجبارة حملت على عاتقها كثيراً من المواقف الإنسانية والسياسية والاجتماعية لخدمة دول المنطقة العربية خاصة والعالم الإسلامي عامة.
ومما لا شك فيه، فإن القضايا العربية والإسلامية الراهنة تعد من المواقف الصعبة التي تعاني الأمة العربية والإسلامية من حلها، فالوضع الحالي لا يحتاج إلى طرح الاقتراحات والأفكار السياسية عن طريق عقد الاجتماعات والمؤتمرات الدولية فقط، بقدر ما تحتاج إلى الممارسة الواعية والعمل على أداء الواجبات بكل حزم وتنفيذ القرارات المتخذة، لأن حجم الأخطار والتحديات التي تواجهها الأمة العربية والإسلامية كبيرة، ودائرة المشكلات والقضايا الإنسانية في العالم العربي أكبر مما تتوقعون، فقد توسعت الساحة السياسية العربية بالمشكلات والقضايا الدولية بين إخواننا العرب والمسلمين في وقتنا الحاضر، من دون إيجاد الحلول العادلة لحفظ حقوقهم الإنسانية التي أصبحت ضائعة بين: المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، و المتغيرات السياسية في القيادات العربية خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر التي وقعت في الولايات المتحدة الامريكية.
وانطلاقاً من هذه الرؤية، كلنا نلاحظ بكل دقة وفخر، بالتواصل الدولي السعودي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أسس الوجه السعودي الجديد للعلاقات الدبلوماسية السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية لخدمة منطقة الخليج واستقرارها أمنياً، وبناء مصالح تجارية مشتركة بين البلدين.
فالتحديات السياسية والأمنية التي واجهتها المملكة أثبتت بأن سياستها تسير في طريقها الصحيح بكل ثقة وشجاعة، مما جعل الدول الإسلامية والغربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ودول شرق آسيا، تتراجع وتعيد النظر في كثير من منطلقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية ذات العلاقة بالعلاقات السعودية، حيث وجدتها دولة سلام وقوة عسكرية، ولها مكانتها المرموقة والفريدة من نوعها في المجتمع الدولي، وهي تعد العنصر الأساسي والمفتاح الرئيس الوحيد والمؤثر القوي في السيطرة على استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وأمنهما.
فالاتهامات السابقة وزراعة الفتن والمبالغات في الرسائل الإعلامية ونشر الأخبار والصور السلبية ضد المملكة، كانت قصصاً خرافية وغير واقعية، بل هي قصص من صنع الإعلام الغربي وبعض الدول المجاورة الذين يحاولون خلق الكراهية وإشعال النار بين الشعوب في المنطقة. ولكن- نحمد الله- على كشف الحقائق وبراءة القيادة السعودية وشعبها من هذه الاتهامات وظهور الحق، والمجتمع الدولي يدرك كل الإدراك بأن المملكة وشعبها ضد جميع العمليات الإرهابية الدولية، ويحب السلام والاستقرار العالمي من أجل رفاهية الإنسان وسعادته واستقراره من دون تفرقة عنصرية مع احترام التقاليد والأعراف الدولية.
و بكل معاني الولاء والمحبة و الانتماء للوطن - الله يحفظ بلادنا الغالية علينا ووحدتها الوطنية واستقرارها الأمني من كل شر.