جاسر عبدالعزيز الجاسر
عجباً لأمر الإدارة الأمريكية.. إدارة أوباما؛ فهي مثل كل الإدارات الأمريكية السابقة، داعمة للظلم الإسرائيلي حتى وإن ظهر وتعرَّى أمام الجميع متخلياً حتى عن أوراق التوت اليابسة منها والخضراء.
ماذا يعني قول جون كيري وزير خارجية إدارة أوباما: الإسرائيليون يمارسون حقهم الشرعي في مواجهة العنف.
ماذا تريد قوله خداعاً للآخرين يا كيري، هل الإعدام وبدم بارد، دفاع شرعي، هل توجه عشرة جنود نحو صبي متهم بحمل سكين كأنهم مدعوون إلى وليمة.. وليمة أوقعها حظها العاثر في طريق نسور مفترسة. لا يأخذ الأمر منهم للإجهاز على الفريسة سوى ثوان قليلة، عشر رصاصات تحيل الفتى اليافع إلى جثة هامدة وتقول دفاع شرعي.
أين هذا الدفاع الشرعي عن عائلة أحرقت في الساعات الأولى من الصباح ليلفظ رضيع أنفاسه وهو في حضن أمه التي لحقت به وبأخيه الذي لا يتجاوز أربعة أعوام. هذه العائلة التي حُرقت أليس لها من أهل يسعون للأخذ بثأرها.
السيد كيري، هل أعماكم انحيازكم للإسرائيليين عن رؤية الضحايا الحقيقيين الذين يحق لهم الدفاع الشرعي عن البقاء على قيد الحياة.. الدفاع عن حقهم في حياة كريمة مثل باقي الشعوب، هل هناك أمل يا كيري بأن يستيقظ ضميركم وضمير إدارتكم لرؤية من يستحق أن يحظى بمساندة لتقوم بالدفاع الشرعي عن روحه ووطنه وشعبه... يا سيد كيري قليلاً من الإنصاف وإن غاب الإنصاف عن عملكم.. فقليلاً من الخجل، فالكل يشاهد ويتابع ويسمع ما يفعله الإسرائيليون في فلسطين المحتلة.
عمليات الإعدام التي ينفذها جنود الاحتلال الإسرئيلي لم تعد خافية فهي تتم أمام عدسات محطات التلفاز الفضائية ولا بد أن العيون الأمريكية قد شاهدتها ورصدتها، فهي من القسوة والكثرة التي تجعل العيون المتواطئة والتي تفرض تعتيماً على ما يقوم به من يحظون برضاهم ويحمونهم من عقاب الأسرة الدولية.
سيد كيري حتى الذين في عيونهم رمد شاهدوا عمليات إعدام جنود الاحتلال الإسرائيلي للشبان الفلسطينيين، وشاهدوا هدم المنازل، وتابعوا منع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى، ومنعهم من التنقّل بين الأحياء الفلسطينية بعد أن أغلقوها في وجه سكانها.
سيد كيري لا نريد منكم أن تقفوا مع الفلسطينيين، فأنتم لم تتعوّدوا الوقوف مع المظلومين وأصحاب الحقوق الشرعية، فقط تقفون مع الظالمين هكذا اعتدنا منكم في دعمكم للظلم الإسرائيلي، فقط كان الأجدر بكم أن تسهلوا للآخرين توفير الحماية لمن يقتلون بحجم الدفاع عن النفس، كان الأجدر بدولة تحترم نفسها كقوة عظمى أن لا تعترض على طلب المظلومين توفير الحماية لهم... حماية دولية تمنع من يتغوّل وتتيح الفرصة للمؤمنين للصلاة في المسجد الأقصى... قوة دولية تمنع من يعدم الأبرياء ويستبيح المقدسات.. قوة توفير الأمن عندها لا يكون هنا مبرر للقيام بعمليات الدفاع عن النفس.
سيد كيري نعلم أنكم أزحتم كل أوراق التوت لستر عورة الوقوف إلى جانب الظلم الإسرئيلي، ولكن كنا نأمل في وجود لحظة وعي لضمير غائب.