اللواء الركن م. سلامة بن هذال بن سعيدان
واقترن هوس القوة بهاجس التطلع إليها عند الدب الروسي، وامتزج ذلك بوجود الذريعة وكراهية المكون السني، ومن هذا المنطلق شنَّ الطيران الروسي أولى طلعاته الجوية مستهدفًا ما يدعي أنه مخازن ذخائر وآليات عسكرية في حمص وحماه وحلب، ورغم ادعاء موسكو بأن حشدها العسكري في سوريا يستهدف التنظيم المتطرف فيها؛ إلا أن عملياتها الجوية استهدفت مختلف فصائل المعارضة المعتدلة
في عدة محافظات، واتفق المحللون العسكريون على أن أهداف روسيا المعلنة ودوافعها إلى التدخل في سوريا لا تتناسب مع حشدها العسكري ودفاعاتها المتطورة التي نصبتها بحجة توجيهها ضد تنظيم الدولة الذي لا يمتلك طائرات مقاتلة ولا منظومات دفاع صاروخي، بل الهدف الفعلي للروس هو إنشاء منطقة عزل جوي والتحكم في الأجواء السورية واستباق الأتراك وقطع الطريق على أي جهة تفكر في إقامة مناطق مؤمَنة أو آمنة، وتوجيه العملية السياسية المنتظرة لخدمة المصالح الروسية من موقع قوة.
واستمر القصف الجوي بدون هوادة واستهدف المعارضة والمدنيين، مستخدمًا قاذفات القنابل التكتيكية والهجومية من طراز سوخوي 24 وسوخوي 25 المجهزة بصواريخ جو أرض، وجو جو وقنابل موجهة وعبوات حارقة وقنابل عنقودية محظورة، كما شكَّل الطيران الروسي غطاءً جويًّا لهجوم أرضي على المعارضة تقوم به قوات النظام مدعومة بقوات إيرانية وميليشيات لبنانية وعراقية ومرتزقة أجانب، وذلك على عدة محاور، وكلها تستهدف المعارضة والمدنيين العزَّل، واتخذ الروس من المسرح السوري ميدانًا لتجربة الأسلحة المتطورة، كما في حالة طائرتي سوخوي 30 وسوخوي 34، والصواريخ الموجهة التي أطلقت من بحر قزوين.
ومهما قيل عن التدخل الروسي بأن فترته الزمنية محدودة، وأنه أتى لترجيح كفة النظام والتمهيد لعملية سياسية وملء الفراغ الموجود وقطع الطريق على بعض القوى الإقليمية ومحاربة الإرهاب؛ فإن هذه الأهداف ما هي إلا ذرائع واهية للمحافظة على النظام وإعادة تأهيله، ونسف قرارات مؤتمر جنيف (1) وكل القرارات الأممية الأخرى، وبالتالي إطالة أمد الصراع السوري وتدمير سوريا وإعادة رسم الخريطة السكانية فيها، وامتداد النفوذ الإسرائيلي والإيراني في المنطقة، وهذا الأمر يجر إلى أفغنة سوريا، ونقل الصراع فيها من الداخل إلى الخارج، وفتح الباب لمواجهة كبرى يصعب السيطرة عليها.
ومضى على التدخل الروسي أكثر من شهر والضربات الجوية لهذا التدخل تستهدف فصائل المعارضة المعتدلة والمدنيين في المناطق المحررة، ولم يوجِّه أيًّا من هذه الضربات إلى تنظيم الدولة باستثناء نسبة محدودة يقصد منها الخداع والمناورة؛ حيث إنها شبه طائشة، الأمر الذي لا يدع مجالًا للشك أن الروس ينظرون إلى المعارضة كما ينظر إليها النظام، ولهم نصيب من صناعة تنظيم الدولة، وكل ما يهمهم هو تغيير التركيبة السكانية للبلد وتفتيت مكوناته، خاصةً المكون السني العربي لصالح النظام والأكراد من جهة وإسرائيل وإيران من جهة أخرى، والذي يدعي مكافحة الطائفية هو الطائفي بعينه وهو الداعي إليها.
وادعاء روسيا بأن تدخلها خوفًا من أن يصل إليها الإرهاب والحديث عن حماية العلويين وكراهيتها الظاهرة للإسلام السني، وحلفها الجديد ودخول إسرائيل على الخط وإعلان التنسيق معها، كل هذه العوامل جعلت من روسيا مُنَفِّذًا أمينًا للمشروع الأمريكي الإسرائيلي والمشروع الإيراني في المنطقة، والثمن المقبوض هو اعتراف أمريكا والغرب بدورها وقوتها، والفاتورة يدفعها الشعب السوري والشعب العراقي والوطن العربي والإسلام السني والمستفيد إسرائيل وإيران.
وكل من تجوب طائراته الفضاء الجوي السوري، ويمشي على الأرض السورية من غزاة يدعي محاربة تنظيم الدولة، وهو في الحقيقة يحارب المعارضة ويقتل الشعب السوري، وتنظيم الدولة ما هو إلا صنيعة لرعاة هذا الحشد الظالم، بهدف الإيقاع بالعرق العربي والمذهب السني وتدمير المنطقة، ومن ثم تحقيق حلم اليهود بدولتهم الكبرى، وعاصمتها القدس، وهذا التزامن بين تطور الأحداث في سوريا وبين ما يحصل في القدس الشريف وفلسطين يمثل أبلغ شاهد على استغلال اليهود للمستجدات والأحداث التي تعصف بالمنطقة، وتؤكد تكالب أعداء الإسلام وتناوب خفافيش الظلام من خلال الوجود الجوي الروسي والأمريكي، وما يقابله على الأرض من وجود روسي - إيراني وتنظيمات رافضية وإرهابية ومرتزقة، وما ينطبق على تنظيم الدولة الإرهابي ينطبق على إيران وحزب الله والميليشيات اللبنانية والعراقية، وتنظيم الدولة والذين يدورون في فلكه من إرهابي مصنوع وآخر مرتزق وكذلك مطايا الأعداء وأدواتهم ضد الدين والأمة وعملاء الفرس، وكل من يتسمى بالإسلام وهو يخدم أعداء الأمة الإسلامية ويدمرها من الباطن فهو ينتمي إلى فصيلة خفافيش الظلام، وقد قال الشاعر:
كلابٌ للجانب هم ولكن
على أبناء جلدتهم أسود
ورغم أن أمريكا والمتحالفين معها وأصدقاء الشعب السوري، كلهم يتظاهرون بأنهم في خندق واحد، هو خندق الدفاع عن الحق ومحاولة رفع الظلم عن شعب مظلوم ووطن مكلوم، إلا أن غائية السياسة وتعاملها غير الأخلاقي وتضاد المصالح ووجود الأمن الإسرائيلي حاضرًا في مخيلة صاحب القرار الأمريكي، وما خرج به أطراف الاتفاق النووي الإيراني من رؤى وقرارات ترتب عليها توصيف الأمور توصيفًا خاطئًا، وإخراجها عن سياقها الصحيح؛ نجم عن كل ذلك كم من المتناقضات، ومسلسل من الإخفاقات على النحو الذي دفع البعض إلى النزول من درجات الصدق والحياء إلى دركات الكذب والنفاق بالدعوة إلى الشيء وفعل نقيضه، ونتج عن هذا كله خذلان الشعب السوري وتركه فريسة للأعداء من الداخل والخارج.
وسواء أكانت إدارة أوباما متواطئة مع التدخل العسكري الروسي، وتعلم عنه مسبقًا أو لم تعلم عنه، فإن ذلك وجَّه ضربة موجعة إلى هيبة أمريكا وشوَّه سمعتها، ولوَّثها بوحل الإهانة وسوء الأحدوثة، ونزع منها الثقة والمصداقية، وجعلها تنحدر إلى منزلة دونية، ومهما كانت الذريعة السياسية لهذا التواطؤ والمصلحة من ورائه؛ فإن التكاليف لا تقارن بالعائدات، والمغارم لا تقاس بالمغانم، وإعادة ترسيم المنطقة على هذا النحو وتصاعد وتيرة أزماتها، وإعادة تقسيمها ورسم حدود دولها وتنفيذ هذا المشروع بالوكالة، قد يكون لذلك نتائج كارثية ينقلب بموجبها السحر على الساحر، والفائدة يتقاسمها الوكلاء والعملاء والمتطفلون والإرهابيون على حساب الأمن والسلم الدوليين وقوة أمريكا ومكانتها العالمية وأحاديتها القطبية، فمتى يحين الوقت لصاحب القرار الأمريكي أن ينظر إلى شعوب المنطقة وقضاياها العادلة من منظور أمريكي وليس إسرائيليا؟ مغلبًا مصلحة بلده وعلاقتها بالدول المعتدلة في المنطقة على مصلحة الدول والأنظمة المتمردة والمارقة. وبقدر ما وجَّه هذا التدخل ضربة مهينة إلى سمعة أمريكا ومكانتها بقدر ما وجَّه ضربة أخرى إلى التحالف الدولي الذي تقوده في سوريا والعراق لمحاربة تنظيم الدولة، بحيث أصبح هذا التحالف تخيم عليه الشكوك بسبب الخذلان وضبابية العنوان، كما أن حلف الأطلسي هو الآخر لم يكن في منأى عن ما حصل، بل اكتوى بنار الإهانة، وتعرض لانتهاك الهيبة عن طريق انتهاك المجال الجوي لأحد أعضائه، ذلك العضو الذي أثبتت الأيام والأحداث الدائرة على حدوده أنه ظاهرة صوتية ليس لها صدى ولا يسمع لها نداء، رغم ما يتمتع به من قوة عسكرية واقتصادية وما له من مكانة إسلامية ودولية، وبالنسبة لأصدقاء سوريا فالمملكة وقطر وتركيا؛ تتسم مواقف هذه الدول بالحزم والصرامة تجاه التدخل الروسي، وفي الوقت الذي تنادي فيه هذه الدول بالحل السياسي فإنها على استعداد لدعم المعارضة المعتدلة بالسلاح والوقوف إلى جانب الشعب السوري مهما كانت التكاليف والتضحيات. وهناك من بعض أصدقاء الشعب السوري من تاه في تيه التدخل الروسي، وصار خارج التغطية وأثرًا بعد عين وثمة من لا يزال موجودًا ولكن لا تسمع له إلا همسًا، وانطبق على بعضهم قول عمر بن الحارث: كنت متى شئت أجد مَنْ يعد وينجز، فقد أعياني مَنْ يعد ولا ينجز، وقال: كانوا يفعلون ولا يقولون، فصاروا يقولون ولا يفعلون، ثم صاروا لا يقوون ولا يفعلون، فزعم أنهم ضنوا بالكذب فضلًا عن الصدق، وقال أبو الدرداء: كان الناس ورقًا لا شوك فيه، ثم صاروا شوكًا لا ورق فيه، وكما قال الشاعر:
وأكثر هذا الناس زهرٌ بلا شذى
ومرأى بلا حسنٍ ووقر مسامع
وعلى ضوء القرائن الدالة على ما يمكن أن يطلق عليه تواطؤًا أو تفاهمًا أمريكيًّا روسيًّا، فقد تزامن مع الحشد الروسي في سوريا وشنَّ عملياتها الجوية تراجع عسكري أمريكي، يوحي بوجود تفاهم بين الطرفين، وثمةَ مؤشرات ومعطيات تدل على ذلك، حيث سحب حلف الأطلسي دفاعاته الصاروخية من المنطقة بما في ذلك بطاريات صواريخ باتريوت من تركيا بحجة تحديث هذه البطاريات، وتم سحب حاملة الطائرات الأمريكية الوحيدة من المنطقة، مع إخلاء جوي لمنطقة شرقي المتوسط، وترافق مع هذا التراجع أن بعض المسؤولين الأوروبيين أظهر شيئًا من الرضاء عن الدور الروسي الإيراني الجديد، مع تخفيف اللهجة تجاه النظام السوري والتهيئة لقبوله في مرحلة انتقالية، ومشاركته في محاربة الإرهاب، وفي الإطار نفسه فإن الاهتمام بهجرة السوريين والتفاعل معها وتوقيتها لم يكن مصادفة، والعامل الإنساني المصطنع فيها ما هو إلا غلاف لأمر أبعد ما يكون عن الإنسانية، أريد منه تفريغ سوريا من سكانها، خاصةً العرب السنة، وتغيير الديموغرافية السكانية السورية، توطئةً لتنفيذ المخطط المرسوم الذي يهدف إلى إعادة تأهيل النظام، أو التقسيم وإيجاد ما يعرف بسوريا المفيدة تحت غطاء وذريعة محاربة الإرهاب.
ومن جهة أخرى فقد تم وقف الدعم عن معظم فصائل المعارضة والضغط عليها، وإعادة النظر في إعادة تدريبها تمهيدًا لإيقافه، بعد اتهام بعضها بتسليم أسلحة ومعدات أمريكية إلى جبهة النصرة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى إغلاق مكاتب التنسيق المشتركة مع بعض الدول المجاورة، وملاحقة الممولين والتضييق عليهم، والأدهى والأمَرُّ أن استهداف المعارضة من قبل الطيران الروسي وإطلاق صفة الإرهاب عليها لم تكن مفاجئة للأمريكيين، رغم ترديد بعض التصريحات المتناقضة التي لا تُسمن ولا تغني من جوع.
والشعب السوري هو الذي يعوَّل عليه بعد الله من خلال مقاومته الباسلة المتمثلة في فصائل المعارضة المختلفة التي صمدت في وجه قوات النظام منذ ما يقارب خمس سنوات، ودمرت قواته وآلته العسكرية، وجعلته قاب قوسين أو أدنى من السقوط، كما استطاعت المعارضة في الوقت نفسه رد كيد الفرس الغزاة إلى نحورهم، وكسرت شوكتهم وأخرست أصوات عملائهم من التنظيمات اللبنانية والعراقية، وكلما طال وقت القتال واقتضت حاجة المنازلة ومتطلبات المواجهة مقايضة المكان بالزمان؛ كلما زادت المعارضة قوة، وزادت قوات النظام ضعفًا، وذلك في تناسب عكسي حتى يتحول موقفه مع مرور الوقت من الهجوم إلى الدفاع، ويفقد عنصر المبادرة.
وعلى ضوء التدخل الروسي، لم يبق أمام المعارضة إلا أن تعقد العزم على هزيمة قوات الدب الروسي مثلما هزمت الفرس وحزب الله اللبناني وغيرهم من المرتزقة، وذلك عن طريق اتخاذ إجراءات وقائية صارمة تمكِّنها من امتصاص الصدمة واستيعاب عنصر المفاجأة لكي لا يتم استدراجها في مواجهة غير متكافئة، بحيث تعمل بصورة مستمرة وحسب الحاجة على إعادة التموضع والانتشار المكاني، وحساب العامل الزماني مع اللجوء إلى حرب العصابات وتنفيذ العمليات الخاصة، لتفويت الفرصة على كل متآمر ينسق بإعطاء الإحداثيات وبنوك الأهداف، كما يتعين توحيد القيادة والعمل المشترك بما يعزز أمن المعارضة، ويمنحها مكانًا في المعادلة على الأرض السورية وفي المعادلة الإقليمية.
ولإبطال فاعلية التدخل الروسي والحد من تأثيره على سير عمليات المعارضة؛ يتحتم عليها تنسيق الخطط وترتيب الأولويات وإعادة التشكيل بما يكفل المحافظة على المواقع الحيوية والاستراتيجية، واتباع التكتيكات التي من شأنها الاستفادة من مواطن ضعف العدو، وتغليب الكيف على الكم في مختلف العمليات، مع الأخذ في الحسبان المحاولة الجادة من قبل المعارضة للنيل من تماسك النظام، وتحريض خزانه البشري ضده، كما يجب أن يتواكب الجهد السياسي مع الجهد العسكري على النحو الذي يقلل من تأثير الحلف الرباعي الجديد، والوقوف في وجه المحاولات الرامية إلى عزل المعارضة وإضعاف ظهيرها الإقليمي والدولي.
ومنذ اندلاع الأزمة السورية وموقف المملكة منها يعتبر موقفًا مبدئيًّا وثابتًا؛ بحيث سلكت مسلكًا حكيمًا في التعاطي معها، ونهجت نهجًا وسطًا في التعامل مع أطرافها، حتى استبان لها ظلم النظام، وإمعانه في قتل شعبه إرضاءً لرغبات ملالي إيران، وانسياقًا وراء الطائفية، عندئذ رأت المملكة أنه لا مناص أمامها من الوقوف مع الحق ومناصرة الشعب السوري الذي امتدت إليه أيادي الغدر الآثمة، وفتكت به آلة القتل الظالمة، ورغم انشغال المملكة في حرب فُرضَت عليها على حدودها الجنوبية؛ فإنها تعيش معاناة الشعب السوري بكل تداعياتها، ويؤلمها ما حل به من القتل والتشريد والتهجير.
وقد بذلت المملكة جهودًا جهيدة في سبيل إيقاف نزيف الدم السوري وإنقاذ شعب سوريا مما هو فيه من محنة، ورفعت صوتها عاليًا بذلك على المنابر الرسمية وفي المحافل الأممية، مصرَّة على أن رأس النظام لم يعد مقبولًا بعدما اقترفه من جرائم في حق الشعب السوري، ومهما تعرضت له المملكة من ضغوط إقليمية ودولية، وفُرِضَ عليها من مواقف سياسية؛ فإنها متمسكة بموقفها المستند إلى مبدأ، وقد تداري ولكنها لا تداهن؛ حرصًا منها على أن تثمر المداراة وتسفر المراعاة عن ما فيه حقنًا للدماء وخدمةً للتحول السياسي والولوج إلى الحل، وجهود المملكة بمفردها تجاه القضية السورية يتواكب معها جهودًا جماعية من خلال مجلس التعاون تارةً، وضمن الجامعة العربية تارةً ثانية، وعن طريق أصدقاء سوريا تارةً ثالثة، ومنظمة الأمم تارةً رابعة، والمساعي السياسية والإعانات الإغاثية على أشدها من أجل شد أزر الشعب السوري وتخفيف معاناته، بما في ذلك استقبال أكثر من مليوني سوري على هامش الأزمة والتعامل معهم بوصفهم إخوانًا مقيمين لا لاجئين، وقد واجهت المملكة التدخل الروسي بما يجب مواجهته به للحد من تداعياته ومضاعفاته، سواءً على المستوى السياسي أو الأمني؛ حرصًا منها على ألا يفت هذا التدخل في عضد المقاومة، أو يؤثر على ميزان القوة على الأرض، قاطعةً على نفسها أن تقدم الدعم السياسي والأمني مهما كانت النتائج وبالغًا ما بلغ الثمن.