جاسر عبدالعزيز الجاسر
مع تقاعس العديد من الدول وغض النظر عن الإرهاب المنظم الذي يقوم به حزب الله اللبناني الذي يشن عبر عصاباته وخلاياه الإجرامية في العديد من الدول ويواصل إرسال مقاتليه إلى سوريه لقتل الشعب السوري ونشر الفوضى في الدول العربية وبالذات دول الخليج العربية، أقدمت المملكة العربية السعودية على خطوة متقدمة لمحاصرة هذا الحزب الإرهابي، فأصدرت قائمة جديدة لقياديه الإرهابيين وعدد من المؤسسات الاستثمارية التي تعمل كأذرع اقتصادية لتمويل عملياته الإرهابية، ويعد هذا الإجراء السعودي هو الثاني بعد إعلان المملكة نشر قياديين من إرهابيي حزب الله، وهو عمل مؤسسي يستند إلى المرسوم الملكي رقم أ/44 الذي يستهدف الإرهابيين وداعميهم ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، حيث يتم تجميد أيّ أصول تابعة لهؤلاء القياديين والشركات والمؤسسات الاستثمارية وفقاً لأنظمة المملكة، وهو ما يتطلب من المواطنين السعوديين والمقيمين عدم التعامل معهم ومع المؤسسات التي أقاموها وخاصة في دول الخليج العربية ولبنان والعراق.
اتخاذ عقوبات معلنة وواضحة بحق هؤلاء الإرهابيين والأذرع الاستثمارية والاقتصادية لحزب الله اللبناني الذي تأكدت أعماله الإرهابية والإجرامية من خلال الأعمال التي نفذها بدول الخليج العربية وسوريا ولبنان، فقد توصلت الأجهزة المختصة في المملكة وهو نفس ما توصلت إليه الأجهزة الماثلة في دول عدة.. إلا أن المبادرة دائماً تأتي من المملكة، فيما لايزال الآخرون يغضون النظر حتى يتم طعنهم بالظهر من قبل خلايا الإرهاب التي نشرها الحزب في بلدانهم.. فلقد تأكدت المملكة بأن هناك العديد من الدلائل التي تؤكد وجود روابط مباشرة بين أنشطة حزب الله الإرهابية والاقتصادية، وكذلك الطرق والأساليب التي يتواصل بها من نشرت أسماؤهم استغلال القطاع الاقتصادي القانوني وأسواق دول الخليج العربية وقنواتها الاقتصادية لدعم خزائن الحزب وتنظيماته لتمويل أعماله الإجرامية.. فقد تبيّن للأجهزة المختصة في المملكة ودول عديدة وجود علاقات مباشرة بين الأنشطة الإرهابية التجارية واستغلال قياداته للقطاعات التجارية والاستثمارية والخدماتية والعقارية.. إذ أنشأوا العديد من المؤسسات والشركات خاصة في مجالات السياحة العقارية وشركات بيع السيارات.. ففي مجال السياحة كشف عن اسم شركة الإنماء المختصة بالأعمال السياحية، وهناك أيضاً شركات تعمل في مجال العقارات وتنشط في بعض دول الخليج العربية ولبنان وسورية والعراق.
الخطوة السعودية والتي تندرج ضمن جهود المملكة في مكافحة الإرهاب تأكيد على أن لا يوجد تمييز بين إرهاب وآخر.. فمثل ما تنشط المملكة في مواجهة إرهاب داعش والقاعدة، تذكّر المبادرة السعودية الآخرين بأهمية مواجهة ومكافحة الإرهاب الآخر؛ فلا يوجد إرهاب سيئ يتكتل الجميع لمحاربته.. وإرهاب «محمود» يتم السكوت عليه؛ وهو الذي تمارسه عصابات حزب الله والمليشيات الطائفية الأخرى، سواء في لبنان أو في سوريا.. فحزب الله وضع الدولة اللبنانية رهينة بيده؛ فيما يمارس إجراماً إرهابياً في سوريا وينشر الفوضى في الدول العربية وبالذات دول الخليج العربية دون أن يهتم الآخرون في وقف إجرامه.