د.عبدالعزيز العمر
رعى معالي وزير التعليم يوم الأربعاء الماضي الحفل الختامي لجائزة التعليم للتميز، والمكرمون بهذه الجائزة هم المعلمون والمديرون والمرشدون والمشرفون التربويون، وربما آخرون. ما أطرحه في هذه المقالة هو إعادة صياغة هذه الجائزة لتقتصر على المعلم فقط، ومن ثم البحث عن سبل أخرى لتكريم بقية الفئات التعليمية الأخرى بجائزة مختلفة أو بأسلوب آخر. مع كل الاحترام والتقدير لكل الشرائح (الفئات) التعليمية الأخرى من مرشدين ومشرفين وغيرهم يبقى المعلم مختلفا ومتميزا عن الجميع.
لا يمكن أن نقارن أثر المعلم التنموي بأثر أي مهني تربوي آخر في التعليم، المعلمون هم من يقفون يوميا على خطوط التماس مع الطلاب، بل إن الدراسات تشير إلى أن أثر المعلم على إنجازات الطالب يعادل عشرين ضعف أثر أي عامل آخر يأتي بعده مباشرة.
مرة أخرى، نحن لا نقلل من أثر أي شريحة مهنية في التعليم، ولكن المعلم يجب أن يكرم منفرداً بجائزة مستقلة. أكرر الآن ما سبق أن ذكرته، وهو أنه في كل عام يتنافس المعلمون في الولايات المتحدة على الفوز بوسام «معلم العام». وعندما يتم اختيار معلم العام يطلق عليه لقب سفير المهنة، ويدعوه الرئيس الأمريكي إلى حفل في باحة البيت الأبيض، وتحضر الحفل القنوات الإعلامية المحلية الذي يتم بثه مباشرة على الهواء. ما كان الأمريكيون ليضعوا المعلم في هذه المكانة العليا لولا إيمانهم بدوره في صناعة حضارتهم ونهضتهم، بل إن الرئيس الأمريكي أوباما أطلق على المعلمين صفة بناة الأمة (Nation Builders).