ناصر الصِرامي
«.. إن السعودية التي أتمناها والتي يتمناها الـ70% - (نسبة سكان البلاد أقل من 30 سنة) -: هي سعودية لا تعتمد على النفط، سعودية مع اقتصاد آخذ في النمو، سعودية ذات قوانين شفافة، سعودية ذات مكانة قوية جداً في العالم، سعودية يمكنها تحقيق حلم أو طموح أي سعودي من خلال إيجاد حوافز مغرية، وبيئة مناسبة، سعودية مستدامة، سعودية تضمن مشاركة الجميع في صنع القرار، سعودية ذات إضافة مهمة للعالم وتساهم في إنتاجيته، وتواجه العقبات أو التحديات التي تواجهه. حلمي كرجل شاب في السعودية، وحلم العديد من الشباب السعوديين كذلك هو أن أتنافس معهم ومع أحلامهم، وأن يتنافسوا مع أحلامي لخلق سعودية أفضل».
هكذا رسم الأحلام الأمير محمد بن سلمان ، وهو يحكي ويلخص مباشرة سلسلة الأمنيات والرغبات، وتطلعات جيله السعودي الشاب كما يأمل.
نملك القدرات والمقدرات، العقول، والتجربة، أهم موارد الطاقة في العالم، كما أننا قدوة لمسلمي العالم، ليس في الجانب الديني الروحاني، ولكن فيما هو أبعد، نحو تقديم نموذج للدولة الإسلامية الحديثة.
ماذا ينقصنا..؟!.
لاشيء ، فقط الجودة الإدارية والإبداع في العمل. الطاقات السعودية في كل قطاع تقريبا، تتفوق وتنتج، السعوديون يسافرون ويجربون وينتقدون ، وهم الأكثر تفاعلاً مع العالم، يطالعون العالم بعيون مختلفة، وتصيبهم غيرة إيجابية .. ونكرر بحسرة، ماذا ينقصنا..؟!
يرتد الجواب لا شيء.. سوى الإخلاص في العمل ومراقبة الأهداف، وقبلها خطة واضحة الملامح والاتجاهات للعمل.. للتحول الوطني.
لدينا آلاف الخريجين سنوياً في الداخل والخارج من مختلف التخصصات والدرجات العلمية . وأيضا، «.. لدينا فرص كبيرة لخلق وظائف عمل في القطاع الخاص. وسيساعدنا قطاع التعدين في خلق الكثير من فرص العمل. وسيولد برنامج معالجة الحجاج والزوار أيضاً الكثير من فرص العمل، والاستثمارات ستخلق فرص عمل أيضاً. لا نتوقع أن تزداد البطالة لدينا، نعتقد أنها ستقل في السنوات القليلة القادمة إلى حد جيد، وفي الوقت نفسه لدي احتياطات الآن، عشرة ملايين وظيفة يشغلها غير السعوديين أستطيع أن ألجأ إليها في أي وقت أريد، لكنني لا أريد الضغط على القطاع الخاص إلا إذا كان هذا هو الملاذ الأخير»، قال محمد بن سلمان لمجلة الاكونميست. محللاً المشكلة ومقدماً إمكانية العلاج .
في الجانب الإصلاحي ،كانت هناك بعض الإشارات الواقعية، المتطلعة للمستقبل، دون أن تعلن بشكل يتصادم مع الواقع الاجتماعي، أو الواقع المتردد.
«لدينا قيم، وهو أمر مهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا حرية التعبير، ومهم بالنسبة لنا أن تكون لدينا حقوق الإنسان. لدينا العوامل الخاصة بنا والقيم والمبادئ كمجتمع سعودي، ونحاول إحراز تقدم وفقاً لاحتياجاتنا.. النساء يُمثلن اليوم في البرلمان بشكلٍ جيد، وتصوت النساء ويُرشحن أنفسهن للانتخابات. اليوم نحن نحرز تقدماً، وفقاً لاحتياجاتنا، ووفقاً لوتيرتنا وليس كرد فعلٍ على أي نموذج آخر».
مؤكداً بشكل واضح أنه ليس هنالك أي عقبات في طريق النساء لتعزيز مشاركتهن والعمل... «جزء كبير من عوامل الإنتاجية غير مستخدمة، والنمو السكاني بدأ بالوصول لرقم مخيف، ولذلك فإن عمل المرأة سيساعد هاتين القضيتين».
في الربيع العربي، يرى الأمير أنه كان اختباراً حقيقياً لمعرفة أنماط الحكومات الاستبدادية وأنماط الحكومات غير الاستبدادية، والنظام الذي يمثل شعبه والنظام الذي لا يمثل شعبه، وأي نظام لم يمثل شعبه انهار مع الربيع العربي، ونرى ما حدث للأنظمة الأخرى. وقال «نحن (العائلة الملكية) - نشكل جزءاً من العملية الوطنية، كما أننا نشكل جزءاً من القبائل المحلية، إضافة إلى أننا ننحدر من المناطق الموجودة في البلاد، لقد عملنا مع بعضنا بعضاً على مدار الـ300 سنة الماضية.
تاريخ مشترك بطريقة يتفق فيها المحيط، وقد لا يفهمها الأجنبي . ويتطلع فيه المواطن للمشاركة باستمرار.
لكن المهم أن الحوار أظهر بشكل ملفت ومبهج أيضاً ،كيف يفكر الأمير الشاب.. وماذا يريد أن يحقق في مرحلة إصلاحية اقتصادية وتنموية لصالح الوطن.. نحن هنا لسنا أمام مقابلة، ولكن بعض من (نص) برنامج عمل سعودي حقيقي.. للمستقبل، وهذا ما كان ينقصنا!