ناصر الصِرامي
في الوقت الذي تنشط فيه طهران بشكل علني وواضح لخلق المزيد من الفوضى والدمار في العالم العربي،وخارج حدودها، تقدم الولايات المتحدة عبر الإدارة الحالية في واشنطن، مكافآت ومزايا والمزيد من الخضوع للنظام الإيراني، رغم كل ما يشكله من دعم كامل للإرهاب عبر أذرعته الإرهابية من مليشيات منتشرة في العراق، وحزب الله في سوريا ولبنان، والحوثة في اليمن.
تاريخ إيران وما نفذته من عمليات إرهابية موثق ومسجل، ولن نحتاج للعودة لآخر الأخبار من الكويت حول خلية العبدلي الإيرانية. ولن نتحدث عن الملايين من مهجرين ونازحين ومسجونين ومغيّبين ومفقودين ومشردين من أبناء العراق وسوريا برسم خطط قوى الشر الإيرانية.
المشهد لم يكن بهذا الوضوح للعموم كما يحدث اليوم، يكفى متابعة ما فعله حزب الله الإيراني-اللبناني من سياسة حصار وتجويع المدنيين في سوريا، وهي سياسة تجلت بأبشع أوجهها في مضايا،حيث صور الجائعين التي هزت العالم وشكلت ضغطاً سمح بإيصال جزء يسير من المساعدات. ما فعله الحزب وصفه مجلس الأمن الدولي «بالتكتيك الوحشي».
وقال مساعد ممثل بريطانيا في المجلس بيتر ويلسون: إن «مضايا ليست إلا القسم الظاهر من كتلة الجليد».
ووسط تقارير وصور ولقطات و تقارير موجعة، تحدثت ونقلت الموت جوعا في بلدة مضايا ومناطق أخرى بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية في ظل الحصار.
انطلقت هذا الأسبوع حملة عالمية لفك الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني على عدة مدن سورية بهدف إيصال رسالة مفتوحة لممثلي الأمين العام للأمم المتحدة في الدول التي خرجت فيها مظاهرات واعتصامات،من بينها تركيا وألمانيا وفرنسا وأيرلندا وأمريكا وكندا.
أراد المشاركون إعلان يوم غضب عالمي داخل سوريا وخارجها، ووقفات احتجاجية عالمية ضد سياسة التجويع التي يعتمدها نظام الأسد وميليشياته بدعم إيراني مطلق، تجاه المدنيين في عدد من المدن والقرى السورية العربية.
الحملة طلبت برسالتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بفك حصار الجوع الذي يفرضه النظام، وحزب الله اللبناني على المدن السورية، وحمّلته مسؤولية انتهاكات واسعة النطاق، بالإضافة للمطالبة بتحميل النظام مسؤولية موتى الجوع، وتحويل الملف إلى محكمة الجنايات الدولية، وإرسال لجنة تحقيق إلى المناطق التي حاصروها بهدف جمع الأدلة، والتحقيق في الجرائم والانتهاكات التي حصلت هناك.
سبق ذلك توثيق هذه الجرائم بحق مضايا،عبر أعلى منظمة عالمية معنية بحقوق الإنسان في العالم،حيث أكد المسؤول الأممي عن الشؤون الإنسانية والإغاثة في سوريا، حقيقة روايات التجويع التي عانى منه السكان، تصريحات رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة توثق تلك الخروقات التي ترقى إلى جرائم الحرب.
عمال الإغاثة الذين وصلوا إلى مضايا تحدثوا عن ظروف وصفوها بالمفجعة، يكابدها سكان يعانون الهزال والجوع، ويحتاج المئات منهم إلى رعاية طبية، بعد تحولهم إلى هياكل عظمية.
نموذج آخر من جرائم الحرب التي يمارسها النظام السوري عبر مليشيات حزب الله برعاية وتخطيط إيراني مكتمل، وهي ليست إلا جزءاً من الحقائق على الأرض التي تؤكد العبث والجرائم الإيرانية في المنطقة العربية، جرائم لم تتوقف عن التنوع في وسائلها وأدواتها وشرها، ودعمها المطلق للإرهاب. الإرهاب الذي لم يضرب مدينة أو مصالح إيرانية، رغم وصوله لكل الدول الإسلامية والعربية.. والعالم!
هل يحتاج الغرب، وواشنطن لتوضيحات أكثر..؟!،
كيف لنا بعد ذلك كله، أن نثبت للعالم أن إيران دولة إرهابية ترعى الإرهاب.. وتعادي الإنسانية «بتكتيكات وحشية..؟!