عمر إبراهيم الرشيد
يوصف العام المنصرم بأنه عام اللجوء الذي تعاظم نتيجة الكوارث غير الطبيعية في منطقتنا العربية تحديدًا أكثر من غيرها في هذا العالم اللاهث. ومهما تكن المبررات الاقتصادية إن كانت هي الدافع لفتح الباب على مصراعيه أمام أمواج اللاجئين المتلاطمة، فإن ما يتحصل عليه اللاجىء من مأوى آمن ولقمة تقيم صلبة ومن ثم فرصة عمل مهما صغرت، كل ذلك وغيره يعد دعمًا إنسانيًا يجعل كل عاقل يشعر بالامتنان
واحترام هذه اللمسة الإنسانية. بالطبع ليست الصورة مثالية أو كاملة بعيدة عن النقص أو التشويش، فالمجتمعات التي استقبلت اللاجئين بها من يرى أن أولئك المهاجرين إنما هم يقتنصون اللقمة والخدمات من نصيب الشعب المضيف مشكلين عبئًا ليس اقتصاديًا فحسب، وإنما اجتماعيًا وثقافيًا كذلك. في الجهة المقابلة هناك من يتعاملون بإنسانية غامرة، فمناظر الألمان الذين استقبلوا اللاجئين الفارين من عذابات وويلات الحروب بلافتات ترحيبية لا يمكن أن تكون تصنعًا أو بدافع المصلحة، لأنها حركة عفوية شعبية. قبل أيام أثارت الصحافة البريطانية قضية سوف تكون تافهة في نظر الملايين في دول نامية أو عالم ثالثية حسب التعبير الدارج، إلا أن الصحافة العريقة الحرة التي تشكل سلطة رابعة بمعنى الكلمة لم تمر عليها تلك الحركة شزرا. وهي أن شركة عقارية تعاقدت معها الحكومة البريطانية لتأمين مساكن عاجلة للاجئين القادمين من منطقتنا العربية وباقي المناطق المنكوبة، قامت بصبغ باب كل مسكن باللون الأحمر تمييزًا لهم عن باقي السكان. هذه الحركة عدتها الصحافة هناك نوع من التمييز العنصري ضد اللاجئين، مما حرك القضية فتنبه لها سياسيون وشخصيات متنوعة الخلفيات، مما دعا الشركة للتحرك وتوضيح موقفها ومن ثم الوعد بتغيير اللون الأحمر للأبواب.
حقيقة أن الصحافة لدينا شهدت تغييرًا لا ينكره إلا شخص غير متابع، فمساحة الرأي والنقد تضاعفت، وبات هناك قبول رسمي أكثر من الشعبي لما يكتب عن الخدمات والدوائر الحكومية. كما أن وسائل التواصل التي يحتل السعوديون المرتبة الأولى في الشرق الأوسط استخدامًا لها باتت ذات تأثير لا يخفى على سير الخدمات وحل القضايا حتى الشخصية والفردية منها، وأصبحت هذه الوسائط دواوين شعبية لها ثقلها الاجتماعي والثقافي وعونًا لصانع القرار، ولعلها بداية رجحان جانبها الإيجابي والحضاري على الجانب السيىء والمتخلف بسوء استخدامها اجتماعيًا وفكريًا.
قصص استقبال اللاجئين بحفاوة إنسانية في ألمانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الغربية تكشف الجانب الإنساني في الطبيعة البشرية وهي تستعيد فطرتها، لأن الفطرة البشرية انما هي خيرة طيبة في أصلها، تحيد عن هذه الطبيعة أن هي تركت لأطماعها والشيطان. في ألمانيا يرى البعض أن هذه النخوة تجاه اللاجئين من بعض الألمان إنما هي لتعويض ومحو الصورة الشائنة في الفترة النازية وما اقترفه الألمان في الحرب العالمية الثانية. أيا كان الهدف أو المبرر، هذا لو صح التبرير، فإنه تنفيس لكرب ملهوف رأى الموت في بلده فلم يكن أمامه إلا البحث عن ماوى آمن أينما كان. أي فعل إنساني مهما كان مصدره نجله ونكبره نحن المسلمين، لأن حضارتنا الإسلامية تحث وتعلي من شأن العون والإغاثة ونصرة المنكوب، وإن كان هناك من يحاول عبثًا اختطاف نور الإسلام سواء ممن غدروا به من المتسمين به أو من أعدائه القدامى، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
فرج الله عن كل مكروب أينما كان، وأعاد إلى ديار العرب والمسلمين أمنهم ومعاشهم، وحفظ الله هذه البلاد ونصرها للحق، وطابت أوقاتكم.
واحترام هذه اللمسة الإنسانية. بالطبع ليست الصورة مثالية أو كاملة بعيدة عن النقص أو التشويش، فالمجتمعات التي استقبلت اللاجئين بها من يرى أن أولئك المهاجرين إنما هم يقتنصون اللقمة والخدمات من نصيب الشعب المضيف مشكلين عبئًا ليس اقتصاديًا فحسب، وإنما اجتماعيًا وثقافيًا كذلك. في الجهة المقابلة هناك من يتعاملون بإنسانية غامرة، فمناظر الألمان الذين استقبلوا اللاجئين الفارين من عذابات وويلات الحروب بلافتات ترحيبية لا يمكن أن تكون تصنعًا أو بدافع المصلحة، لأنها حركة عفوية شعبية. قبل أيام أثارت الصحافة البريطانية قضية سوف تكون تافهة في نظر الملايين في دول نامية أو عالم ثالثية حسب التعبير الدارج، إلا أن الصحافة العريقة الحرة التي تشكل سلطة رابعة بمعنى الكلمة لم تمر عليها تلك الحركة شزرا. وهي أن شركة عقارية تعاقدت معها الحكومة البريطانية لتأمين مساكن عاجلة للاجئين القادمين من منطقتنا العربية وباقي المناطق المنكوبة، قامت بصبغ باب كل مسكن باللون الأحمر تمييزًا لهم عن باقي السكان. هذه الحركة عدتها الصحافة هناك نوع من التمييز العنصري ضد اللاجئين، مما حرك القضية فتنبه لها سياسيون وشخصيات متنوعة الخلفيات، مما دعا الشركة للتحرك وتوضيح موقفها ومن ثم الوعد بتغيير اللون الأحمر للأبواب.
حقيقة أن الصحافة لدينا شهدت تغييرًا لا ينكره إلا شخص غير متابع، فمساحة الرأي والنقد تضاعفت، وبات هناك قبول رسمي أكثر من الشعبي لما يكتب عن الخدمات والدوائر الحكومية. كما أن وسائل التواصل التي يحتل السعوديون المرتبة الأولى في الشرق الأوسط استخدامًا لها باتت ذات تأثير لا يخفى على سير الخدمات وحل القضايا حتى الشخصية والفردية منها، وأصبحت هذه الوسائط دواوين شعبية لها ثقلها الاجتماعي والثقافي وعونًا لصانع القرار، ولعلها بداية رجحان جانبها الإيجابي والحضاري على الجانب السيىء والمتخلف بسوء استخدامها اجتماعيًا وفكريًا.
قصص استقبال اللاجئين بحفاوة إنسانية في ألمانيا وفرنسا وغيرهما من الدول الغربية تكشف الجانب الإنساني في الطبيعة البشرية وهي تستعيد فطرتها، لأن الفطرة البشرية انما هي خيرة طيبة في أصلها، تحيد عن هذه الطبيعة أن هي تركت لأطماعها والشيطان. في ألمانيا يرى البعض أن هذه النخوة تجاه اللاجئين من بعض الألمان إنما هي لتعويض ومحو الصورة الشائنة في الفترة النازية وما اقترفه الألمان في الحرب العالمية الثانية. أيا كان الهدف أو المبرر، هذا لو صح التبرير، فإنه تنفيس لكرب ملهوف رأى الموت في بلده فلم يكن أمامه إلا البحث عن ماوى آمن أينما كان. أي فعل إنساني مهما كان مصدره نجله ونكبره نحن المسلمين، لأن حضارتنا الإسلامية تحث وتعلي من شأن العون والإغاثة ونصرة المنكوب، وإن كان هناك من يحاول عبثًا اختطاف نور الإسلام سواء ممن غدروا به من المتسمين به أو من أعدائه القدامى، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
فرج الله عن كل مكروب أينما كان، وأعاد إلى ديار العرب والمسلمين أمنهم ومعاشهم، وحفظ الله هذه البلاد ونصرها للحق، وطابت أوقاتكم.