محمد المنيف
انطلقت الفنون التشكيلية بشكل رسمي في السبعينيات الميلادية بمعرض قامت على تنظيمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب، واستمر نموها إلى أن وصلت إلى وضعها الحالي (الأسوأ) الذي يمكن تقدير بالعشر سنوات القريبة، حيث كثرت الجماعات وورش التدريب التي يقوم بها من لا يحمل ألف باء التدريب لعجزهم عن تطوير أنفسهم مرورًا بالمعارض التي تقام في صالات لا يهمها غير الكسب المادي وصولاً إلى ما شاب الساحة من الوهم الذي اسمه (المفاهيمية) التي لا تغني الفنانين ولا تسمن جسد الساحة عودًا إلى كون هذا التوجه عضوًا تغريبيًا لا يقبله جسد ثقافتنا وموروثنا.
السؤال المطروح على النحو التالي..
ما الذي انتجته هذه الزوبعة وكم من فنان متميز كان نتاج ما أشرنا إليه. وما الذي أضافته هذه الفعاليات وتلك الأنشطة غير الرسمية من خطط استراتيجية.. وهل تقوم تلك الفعاليات على خطة مستدامة بإشراف رسمي أم هي استغلال لجهود الفنانين.
ولنعد لما أبقته تلك الخطط التي تضمنتها مسارات الفنون التشكيلية في مصر والعراق تبعتها المغرب، بشكل رسمي تولته جهات رسمية مع ما يقام من فعاليات للقطاع الخاص غير المعنية بالتوثيق وكتابة تاريخ هذا الإبداع لتكون نبراسًا ومنطلقًا للمقارنة.
فمن المؤسف أننا حتى الآن لم نجد أي نتاج مشرف لما تم وما يعد له من برامج يقوم عليها القطاع الخاص عبر صالات أو مؤسسات تدعي اهتمامها بالفنون و(رعايتها) وهنا نقف أمام كلمة رعاية ونضع المجهر على ما قامت عليه تلك الفعاليات فمن الذين رعتهم وماذا قدمت أكثر مما أخذت وما المنهجية التي أسستها لتقديم الرعاية التي تسمع وتقرأ ولا يرى لها أي نتائج.
فنانون يجتهدون للم الشمل لكن دون هدف، ومعارض تقيمها صالات دون انتقاء، وورش ودورات مخرجاتها فاشلة لم تصل بمن قدمت لهم الدورات أي من أبجديات التدريب أو التعلم.
إذا فالحالة ما زالت عائمة وما يتم القيام به إن كان من أفراد أو قطاع خاص لن يحقق ما يجب أن يكون من تأسيس وبناء فن ينسب للوطن ويحمل هويته.