إبراهيم السماعيل
إن كل ما يجري الآن وما جرى منذ أكثر من ثلاثة أشهر من حرب إبادة وحشية تشنها روسيا على الشعب السوري وعلى كل ثوار الشعب السوري المعتدلين بدعم أمريكي كان مستتراً وأصبح علنياً، وكذلك الدعم العسكري الروسي والأمريكي لحزب العمال الكردي السوري لتمكين هذا الحزب الموالي لعصابة الأسد من التوغل في مناطق شمال سوريا المحاذية للحدود التركية وطرد المعارضة السورية المعتدلة منها، كل هذا حدث تحت عنوان محاربة الإرهاب الداعشي في الوقت الذي تمر جحافل العناصر الكردية بالقرب من مناطق داعش فلا يهاجمون داعش ولا داعش تهاجمهم وبالتالي يتضح أن دور داعش يتكامل مع دور هذه العناصر الكردية ومع عصابات الأسد وحلفائها بدعمٍ روسي مباشر ودعم أمريكي غير مباشر لكنه واضح للقضاء على ثورة الشعب السوري، ولن يكون آخر مراحل عقاب تركيا لموقفها المشرّف من دعم ثورة الشعب السوري التفجيرات الإرهابية الأخيرة التي حدثت في أنقرة أمس والتي تخصصت فيها عصابة الأسد وحلفاؤها حيث إن عصابة الأسد وحلفاءها الفرس والطائفيين أمثال حزب الشيطان في لبنان هم سادة العالم في تصدير مثل هذا الإرهاب وما تفجيرات العراق ولبنان في السابق ببعيدةٍ عنا.
كل هذا وربما أكثر أتى وسوف يأتي لعقاب تركيا بالرغم من كونها مكوناً أساسياً في حلف الناتو، فقط لأنها حاولت إفساد مؤامرات الأمريكان والروس لتثبيت حكم العصابة الأسدية الطائفية في سوريا الذي أوشك على السقوط قبل التدخل الروسي البربري والهمجي بمباركةٍ أمريكية على الرغم من تصريحات الأمريكان المتناقضة المضللة والمخادعة، وإن أردت أيها القارئ الكريم التأكد من أفعال الولايات المتحدة لأقوالها فانظر لمواقفها الفعلية ودعمها الفعلي للعصابات الكردية التي تقاتل مع الروس ومع العصابة الأسدية وحلفائها الآن وانظر للحماية الأمريكية لهذه العصابات واعتبارها القوة الوحيدة على الأرض القادرة على قتال داعش متناسين أن الولايات المتحدة هي من ساهمت مساهمةً فعلية وحاسمة في إضعاف كل قوى الثورة السورية المعتدلة على الأرض لصالح هذه العصابات الكردية والأسدية والفارسية، هذه الداعش التي يستعملها الأمريكان والروس لتمرير كل مخططات التآمر على الشعب السوري والعراقي وربما اليمني لاحقاً لتكريس دعم إرهاب الأقليات والذي يفوق إرهاب داعش، ومن هنا يتضح الدور الحقيقي والفعال والحاسم لداعش في هذه المعركة ضد الشعب السوري فتحت غطاء محاربة الإرهاب الداعشي شنت روسيا أقذر حرب ضد الشعب السوري وقوى الثورة المعتدلة وتحت نفس الغطاء أحجمت الولايات المتحدة عن تسليح الثوار المعتدلين بل ومنعت كل من يرغب من حلفائها في مساعدة الشعب السوري مساعدةً فعالة.
إن ما يجري الآن على حدود تركيا الجنوبية بل منذ التدخل العسكري الروسي الداعم لعصابة الأسد هو في جانب منه عقاب أمريكي لتركيا لتجرؤها في التمرد على الرغبة الأمريكية في إبقاء هذه العصابة تحكم سوريا حتى لو كان في هذا تهديد مباشر للمصالح التركية وربما يكون رسالة لغيرها من الدول، فهل تصمد تركيا؟؟