أحمد الناصر الأحمد
في زمن الطيبين -كما يسميه الكثيرون- الذي أفتخر بانتسابي إليه ومعايشتي وحنيني له، ومع بداية ظهور الجوالات أو الهواتف النقالة ودهشة الناس بهذه التقنية الجديدة وفرحتهم بها رغم تواضعها وبساطتها مقارنة بما جاء بعدها والتندر بها لاحقا قياسا بما سيأتي به المستقبل! والله أعلم.
مع بداية خدمة الهاتف النقال وحين تراجع سعره بحيث أصبحت تكلفته في متناول الإنسان العادي وامتلاكه أمرا ممكنا لمحدودي الدخل حينها تعلق الناس أغلب الناس به بعد أن تعودوا عليه!.. ثم تعلقوا أكثر برسائله النصية القصيرة (إس.إم.إس)! حيث أصبح الشِعر والحكم والنكات هي المادة الأكثر رواجاً بين المتراسلين من أجل صناعة البهجة وغرس الثقافة وتكريس التواصل.. واذكر جيداً كيف كان جوالي الرهيب!..
يستقبل أبيات الحكمة والنصح والغزل من جميع الأصدقاء، شعراء وغير شعراء، وكم كانت سعادتي كبيرة بكل ما يصلني منهم وكنت متوثباً للرد الفوري على كل رسالة تصل منهم بكل حب وشوق وحماس!..
واذكر -ويذكر الكثيرون منكم- كيف كانت تصل بعض الرسائل ناقصة لمحدودية الحروف وضعف التقنية في وقتها وكيف كانت تصدمنا وتضحكنا العبارة الشهيرة التي تصافحنا في آخر بعض الرسائل الطويلة (بقية النص مفقود)!! لنردد (يا ليل ما أطولك)!!
في ذلك الوقت كانت الرسائل بسيطة ومحدودة في محتواها وتقنيتها لكنها كانت مليئة بالأحاسيس الصادقة والمشاعر الجياشة.. كانت مبهجة للجميع.. الآن اختلف الوضع كثيرا وتعددت أقنية التواصل كتابة وصوتا وصورة ولم يعد لعبارة (بقية النص مفقود) موقع من الإعراب!..
لكن البهجة تضاءلت ولم يعد للرسائل حرارتها واشتياقها حيث قلصت القروبات وبقية وسائط التواصل الجديدة كثيرا من بساطتنا وعفويتنا وأضعفت كثيرا من فرحتنا الصادقة أو هكذا أظن!!