عبدالحفيظ الشمري
الخميس المقبل (7 أبريل) يحتفي العالم - وفي هذا التوقيت من كل عام - بيوم الصحة العالمي الذي خصصت الأمم المتحدة؛ ممثلة بمنظمة الصحة العالمية فعالياته هذا العام 2016م لمناقشة وتكثيف الجهود من أجل مواجهة (داء السكري) الذي يُعد حالة لا يمكن السكوت عنها، نظراً لأن مساحة انتشار هذا الداء تزداد يوماً بعد آخر، والجهود لم تكتمل بعد لاحتوائه والسيطرة عليه.
وما تخصيص هذا اليوم «7 أبريل» للسكري، إلا لأنه بات يستشري بشكل مفزع. فقد تم اكتشاف مواطن جديدة للداء في أماكن كثيرة من العالم لا سيما في مناطق متوسطة أو ضعيفة النمو، ومنخفضة الدخل، أو دول فقيرة، فبات هذا الداء مصدر قلق للكثير من المنظمات الصحية في العالم، أي أن وسائل الوقاية منه وعلاجه لا يمكن توافرها لقلة وعي بعض هذه المجتمعات وندرة مداخيلها، مما قد يتعذر عليها تأمين العلاج لمكافحته.
فلم يعد القلق يتوقف عند فرضيات سابقة ظلت تشير إلى أنه ينتشر في أواسط البلاد والمناطق التي تكثر فيها الرفاهية، وتتوافر فيها الأطعمة، ويقل فيها الجهد البدني للإنسان وحركته، إنما بات يداهم كل المجتمعات. فازدادت خارطة الداء، وباتت تطغى على كل المناطق والدول دون استثناء.
وإضافة إلى ذلك فإن المناطق الفقيرة والمتوسطة تفتقر إلى منظومات العمل الصحي ومراكز العلاج التي يظهر أنها محدودة جداً، وغير متطورة، مما قد يتسبب بانعدام التشخيص السليم، وقد يعيق وصول الدواء وجرعات الأنسولين على وجه التحديد إلى المجتمعات في الريف والقرى النائية مما يزيد من مضاعفات هذا المرض دون علمهم.
ومع هذا الانتشار لداء السكري فإن الباحثين والمتخصصين يؤكدون أن هناك قدرة ما على تجاوز تبعاته، والتعايش معه، وتذليل الصعاب أمام الناس للوصول إلى علاج يوازن هذه التفاعلات، ويخلق مزيداً من الوعي في التعامل مع هذا الداء؛ وذلك بتغيير أنماط الحياة بشكل جذري؛ لعله يسهم في خفض مضاعفات هذا المرض العصري.
ويُعد السكري أكثر الأمراض شيوعاً بعد الأمراض المعدية؛ إلا أن ما يجعل احتمالات التعايش معه مقبولة أنه غير معدٍ، ويمكن السعي حثيثاً إلى تجنب إمكانية الإصابة به، أو على الأقل تأخيرها.
فمن المهم أن تنهض المجتمعات المرفهة والغنية إلى سبل مكافحة هذا الداء، وذلك من خلال التيقن بأن الأطعمة السريعة هي الخطر الداهم على الناس لا سيما الجيل الجديد الذي نشأ على فكرة الغذاء كتسلية، وسبيل من سبل التجمع والتعارف، وتكثيف المناسبات، كما أن المجتمعات الفقيرة والمتوسطة تواجهها مشاكل جمة في تشخيص ومكافحة هذا الداء الفتاك؛ لقلة الإمكانات وعدم توفر سبل العلاج والحيلولة دون وقوعه مبكراً.
وتشير المنظمات الصحية العاملة في حقل العلاج إلى أن مناسبة اليوم العالمي لداء السكري خطوة مهمة للتعريف بأبرز سبل الوقاية منه، وهي المتمثلة في تعزيز سبل التوعية والرعاية وتوفير مكافحات هذا المرض؛ مع تيسيرها؛ وتقديمها بتكاليف مالية مناسبة، والسعي الجاد إلى تقليل التوتر عند الإنسان، وتخفيف الوزن، وممارسة الرياضة، والامتناع عن التدخين؛ وهذه توصيات يمكن تطبيقها وهي في متناول الجميع.