عبدالحفيظ الشمري
زفَّ معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قبل أيام خبر فوز «التعليم» بالمملكة العربية السعودية بعدة ميداليات في المسابقة الدولية للأولمبياد الرياضيات التي أقيمت في العاصمة الرومانية بوخارست، فكان أبرزها حيازة الطالبة «شادن الشمري» الميدالية الذهبية في هذه المسابقة الدولية التي شاركت فيها 39 دولة من مختلف دول العالم.
وتعد الطالبة الموهوبة «شادن» أول طالبة سعودية تحقق هذا الإنجاز العلمي - العالمي - للوطن في تاريخ الأولمبياد في مجال علوم الرياضيات؛ إذ يعد هذا الإنجاز امتداداً لمسيرتها المتميزة، فقد سبق لها وأن حققت عددا من الميداليات على المستوى الخليجي والعربي، وهاهي بحمد الله تنجز عملا عالميا نفخر به معا، ونزف هذه البشرى إلى كل أبناء الوطن قيادة وشعبا، ولا ننسى في هذا المقام الاحتفائي أسرتها التي كان لها الأثر البالغ في تأسيس هذا الموهبة، وتقديمها للمجتمع كإنجاز إنساني وعلمي يسعد به الجميع، وعلى وجه الخصوص والديها - رعاهما الله - والدها الدكتور المهندس نايف الهمزاني الشمري، وكذلك والدتها التربوية الأستاذة موضي الجازع الشمري، فلهما جزيل الشكر والامتنان من كل فرد من أفراد المجتمع السعودي.
ولا ننسى في هذا السياق جهد زميلتيها «جود توفيق صالح» من ينبع، و»ريناد أبو جمال» من جدة حصولهما على الميدالية البرونزية؛ كتتويج لهذا الجهد العلمي من هذه الفتيات الرائعات، اللائي عكسن مظهرا حضارياً فائق الرقي، وشعوراً قوياً من البذل والعطاء والتفاني باسم الوطن حتى تكلل - بحمد الله - في هذا الإنجاز العلمي المتميز.
فتواصل نجاحات الفتاة «شادن» وحصدها للمزيد من الجوائز والميداليات الذهبية يعد تميزا للوطن؛ إضافة إلى ذلك فإنه من المهم أن نسعى إلى التعريف بجهودهن، وإشاعة هذا المفهوم التنافسي الشريف؛ لتحقيق المزيد من العطاء والإنجازات العلمية التي سنفاخر فيها، ولنبعد عنا فكرة أننا مجتمع لا يأبه بالمجال العلمي.. فهاهي «شادن» وزميلتاها يحققن الإنجاز خدمة للوطن، وتتويجاً لجهد المعلمات والأسر التي رعت هذا النبت النافع.
الأمر الحيوي الذي يمكن ذكره في هذه المناسبة هو أهمية دور الأسرة في رعاية الموهبة، ومتابعتها، ليتسنى للمبدع الشاب أن يتقن تجربته ويطور من ذاته، ويحسن من أدائه، ومثال ذلك أن الموهوبة الشابة «شادن» روت في معرض سيرتها الذاتية المسجلة صوتياً أنها وجدت من أسرتها الكثير من الدعم والمؤازرة..
فقد روت «شادن» موقفاً أسريا جميلاً؛ تمثل في أنها حينما أرادت أن تلتحق بدورات التدريب الخاصة بالأولمبياد خارج مدينة حائل، وبما أنها فتاة وتحتاج إلى مرافق ورعاية.. فما كان من «جدتها - من أبيها» رعاها الله إلا أن رعت إخوتها طوال أربعة أشهر حينما تفرغت «أم شادن» لمساعدة ابنتها في تحصيلها العلمي.
فقد كسبت أسرتها - بحمد الله - الرهان، وأنجزت بعض أحلامها في مجال التحصيل العلمي في الرياضيات، مما يؤكد أهمية دور الأسرة، والمحيط الاجتماعي في تهيئة ودعم مثل هذه الطاقات الموهوبة والمتميزة.