موضي الزهراني
«كان ياما كان» مكتبة صغيرة تقع في وسط مربع للمطاعم في حي الازدهار بمدينة الرياض، هذا الموقع للمكتبة يعتبر التحدي الأول للقائمات على المكتبة حيث أن الإقبال العام للكبار والصغار على المطاعم يفوق الإقبال على المكتبات مما ساهم في تدني «مستوى الثقافة وحب القراءة» لدى كثير من الأطفال والشباب! وفشلت محاولات وجهود الأسر مع انتشار التقنية الحديثة والجوالات الذكية في جذب وتوجيه أبنائهم لزيارة المكتبات العامة خاصة أنها قليلة على مستوى الأحياء العامة! أما التحدي الثاني للقائمات على المكتبة هو إطلاق الدليل العملي للأسرة لتحويل حقوق الطفل إلى واقع بعنوان «لي حق» والذي يهدف إلى تعريف الآباء والأمهات بمبادئ حقوق الطفل الرئيسية، والتأكيد على أنها حقوق متكاملة لا تجزئة فيها، وأنها مستمدة من شريعتنا الإسلامية قبل الاتفاقيات الحقوقية التي يحاربها ويعترض عليها الكثير! ومن أهم أهداف الدليل هو تبصير الآباء والأمهات بالانتهاكات التي تمارس على حقوق الطفل وربطها بالصحة الجسمية والنفسية لأطفالهم، وكذلك دعم الأسرة في تربية الطفل المسؤول والذي يؤدي واجباته تجاه أسرته ومجتمعه «وليس ذلك الطفل الذي يشبُ في الكبر شخصاً اتكالياً ومهزوزاً» فهذا الدليل يتضمن أيضاً خمسة فصول حقوقية هامة لإطلاع المربين عليها وتطبيقها باقتناع «بمختلف أدوارهم ومكانتهم وعلاقتهم بالطفل»! أما التحدي الأكبر للقائمات على هذا الكتاب وهما الأستاذتين «د. هند خليفة، ود. منيرة السبيل» هو نشر ثقافة هذا الدليل مشكورات على مستوى كبير في الأوساط الاجتماعية والعلمية والأسرية من خلال التعاون مع الجهات الحقوقية والتربوية والاجتماعية، فهناك جهات مهمة لكي تتحمل مسؤولية نشر ثقافة هذا الدليل والتدريب عليها وقياس أثر التدريب من الواقع المعاش لمجتمعنا وهي «وزارة التعليم من خلال اللجنة الوطنية للطفولة، وزارة الشئون الاجتماعية من خلال مراكز الإرشاد الأسري، جمعية حقوق الإنسان, إلى جانب البرنامج الوطني للأمان الأسري» لاهتمام القائمين عليه بجانب توعية الأطفال بحقوقهم والاستجابة لمطالبهم من خلال اتصالهم بخط مساندة الطفل (116111), فهذا الدليل يتناول حقوق الأطفال في الرعاية وبمستوى معيشي مناسب، وفي حقهم بالتعبير والمشاركة، وحقهم في الحماية، وحقهم في التعليم، واللعب في مكان آمن، حتى نقف عند الطفل المسئول تجاه ماعليه من واجبات ! لكن كيف سننجح في إيجد شخصية الطفل المسئول، وهناك من حقوقه الكثيرة المُهدرة على المستوى الأسري والاجتماعي؟! ويكفينا تلك المقاطع المؤذية المنتشرة من خلال مواقع التواصل أبطالها نماذج بشرية لاتخاف الله، تسيء لحقوق الأطفال وتحرمهم حق المشاركة والأمان واللعب بدون تهديد لراحتهم النفسية (الطفل الأهلاوي نموذجاً) فهذا الدليل يعتبر إنجازا حقوقيا جديدا ولكن يحتاج لتدريب مستمر للقضاء على كل مايهدد الحياة الآمنة والكريمة للأطفال!