فاطمة العتيبي
أشار د. حبيب تركستاني في دراسة مبكرة 1995 إلى وجود خلاف حول مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى المسؤولين في الشركات السعودية, وظهر ذلك بتنوع المفاهيم للمسؤولية الاجتماعية بين الاجتماعي, والديني, والإداري أو الاقتصادي. كما توصلت الدارسة إلى أن هناك ارتباطاً بين حجم الشركة ومدى قيامها بمهام المسؤولية الاجتماعية, بحيث إنه كلما كانت الشركة ذات مركز مالي قوي أدى ذلك إلى زيادة ممارستها لمهام المسؤولية الاجتماعية.
اليوم وبعد 20سنة تقريباً، هل تغيرت مفاهيم القطاع الخاص عن المسؤولية الاجتماعية التي هي في أصلها أحد أساليب التسويق؟ فهي ذات مردود عال في نمو مصالح الشركة في قطاعات المجتمع.
السؤال الذي جعلني أكتب عن هذا الموضوع هو:
هل أبدع رجال أعمالنا في تنويع مشاركتهم المجتمعية، وبحثت على عجالة عن قاعدة بيانات أو إحصائية ممكن أن تساعدني في التوصل للإجابة لكن للأسف لم أجد. علما بأن العمل الخيري هو أحد أوجه المسؤولية الاجتماعية وليست حكراً عليه، فرعاية المرضى، والأيتام والأرامل وتوفير مساكن لهم جزء من التسويق والعمل الخيري معاً، وبناء مدارس وتجهيزها وجعلها لموهوبي الفقراء ورعايتهم أيضاً وجه آخر.
العمل الخيري يتبدى في إنشاء مستشفيات خيرية، وتشغيلها بالكامل مجاناً للفقراء وتخفيف الضغط على الصرف الحكومي.
افتتاح مكاتب في المستشفيات الخاصة وتحمل تكاليف علاج مرضى الطوارئ الذين قد تنقذ حياتهم بعد قدرة الله /حضورهم السريع لأقرب مستشفى/.
الجوائز التحفيزية للمعلمين والطلاب والأطباء والمهندسين والتقنيين والقانونيين والكتاب والمسرحيين بحيث يكون لدينا حياة مشغولة بالكامل في التنافسية المحمودة، وهي فرصة لأشكر جائزة الفالح والسلطان وكل الجوائز التي يتنافس فيها كل المواطنين -وهي مختلفة عن جوائز الأسر الحصرية -فهذه شأن خاص وأستغرب عناية الإعلام بالجوائز العائلية الخاصة إلا إن كانت تنشر أخبارها مدفوعة الأجر.
هي فرصة اليوم ليراجع كل رجل أعمال سجله في المسؤولية الاجتماعية ويضع في قائمته مبادرات تنموية نوعية.
هذه المبادرات لو تنوعت وتعددت ووجدت اهتماماً من رجال الأعمال فإنها ستساهم بصورة كبيرة بتعزيز رؤية 2030 خاصة أن هذه الأعمال التي لا يعيبها أنها تسويقية تسهم في مزيد من الأرباح لرجل الأعمال وتوثق من سجله الوطني وتكون لسان صدق تدفع عنه تهمة التقاعس والتربح من الفرص المتاحة دون تقديم ما ينفع الوطن والمواطنين.
ولنشجع مثل هذه المبادرات ونشد على أيدي المبادرين، طالما أنها موجهة لمساندة الدولة في رؤيتها التنموية ولا يراد منها التقرب لجهة للفوز في مناقصاتها، ونسأل الله لبلادنا ورجال أعمالنا زيادة الأرباح في سجل المسؤولية الاجتماعية تحديدا.