محمد المنيف
أخي الدكتور عادل الطريفي، أنقل لمعاليكم استبشار التشكيليين بما أقر من انشاء هيئتين بما حظي به أصحاب الأنشطة الترفيهية التي نتوقع أن منها المسرح والفنون الشعبية بتخصيص هيئة لهم، وكذلك بما حظي به المثقفون بإنشاء هيئة عليا للثقافة التي قد تضم الاندية الادبية ومعرض الكتاب وما يتعلق بالمحاضرات والتأليف إلى أخر المنظومة..
لكن التشكيليين حتى الآن لا يعلمون موقع الفن التشكيلي من هاتين الهيئتين، وكأني بهذا الفن أصبح كأصبع الديك العليا التي احترنا في فهم أهميتها وفائدتها مع قناعتنا بحكمة الله..
ومن المؤسف جداً أن هذا الفن لم يكن يجد الاهتمام على مدى سنوات حضوره البارز في ثقافة الوطن ،بما يوازي ما يجده (الفكر) الذي تندرج الثقافة في بحره بكل سبل تنفيذ انتاجها. ومنتجيها، ومن ذلك انشاء الاندية الادبية ومعرض الكتاب وتقديم جوائز للتأليف على أعلى مستوى بينما يهمل الفن التشكيلي الذي لا يخفى على معاليكم ما له من اهتمام عالمي، فلا صالات عرض تليق بإبداعات فنانين نافسوا من سبقوهم عربياً وعالمياً ولا اعتراف بجمعية التشكيليين التي أقرت بقرار وزاري أصبحت اليوم ممثلا حقيقيا لهذا الفن بما ساهم به منسوبيها من كل اجيال الفن التشكيلي، ولا تنظيم للفوضى العارمة في جانب اقامة ورش يقدمها مدربون ومدربات، أساءوا أكثر مما نفعوا الساحة التشكيلية، بمخرجات فاشلة ورديئة من أجيال هواة هذا الفن وليس الموهوبون لعدم وجود ضوابط ومنهج للتدريب، إضافة الى انتشار صالات عرض لا تنتمي لجهة ثقافية أصبحت تمثل الفن التشكيلي وتستثمره دون ترخيص رسمي لهذا المجال الا من البلديات او من فروع وزارة التجارة. وأمور كثيرة لا تستوعبها المساحة.
فماذا سيكون مصير هذا الفن...
هل يحسب ضمن الترفيه؟ وهذا خطأ جسيم أم يرى أنه ليس موازيا وجزء من المنتج الادبي (الفكري) ويتم إخراجه من دائرة الهيئة العليا للثقافة.
سؤال نوجهه لمعاليكم، فالوضع التشكيلي مترد، وما يحدث فيه اساء له مع أهميته باعتباره رافداً هاماً من روافد الثقافة، ورمزا ابداعيا شريكا في نهضة هذا الفن مع أشقاء ومؤسسات في وطننا العربي من خلال ما تبذله الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في المساهمة مع جمعيات الفنون التشكيلية في الخليج وفي المؤسسات المماثلة من نقابات وقطاعات في الدول العربية تختص بالفنون التشكيلية فقط، فلعلنا نسمع ما يدعم جهود هذه الجمعية خاصة والتشكيليين عامة ولوضع قطار هذا الفن على طريقه الصحيح، وتوضيح الصورة وتأكيد مكانة هذا الفن فيما تخبئه له الأقدار، متفائلين بالخير كما تفاءل التشكيليون واستبشروا بما تضمنته (رؤية السعودية 2030)، التي تشمل كل عطاءات إنسان هذا الوطن وما يشكله من لبنة من لبنات بنائه وبناء الوطن عامة.